علي
الأصولي
أول محطة من محطات محنة الإمام الكاظم موسى بن جعفر (عليهم
السلام). هو نزوله في البصرة جبرا بعد ان كان في المدينة المنورة. فكان نزيلا عند
واليها - اي والي البصرة - تحت عنوان الإقامة الجبرية قريب السنة.
غير ان الإمام (عليه السلام) أستمال الوالي آنذاك بحسن سيرته
وأخلاقه وتقواه وعلمه الغزير فرفع عنه الوالي كثير من القيود التي تفرض عادة على
المعارضين حتى بات علماء البصرة يتوافدون على الإمام (عليه السلام) لغرض التشرف
برؤيته ومباحثته ويستذكرون فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خلفا وخلقا.
وبعد وصول هذه الأخبار للسلطة العباسية المركزية أمرت بجلب الإمام
(عليه السلام) الى بغداد ويكون بالتالي تحت أنظارها مباشرة.
وعند وصوله (عليه السلام) لم يحبس في السجن العمومي بل حبس في دار
الفضل بن ربيع. ولم يستمر هذا الحبس حتى أمر هارون العباسي بإطلاق سراح الإمام
(عليه السلام). على أثر رؤيا رآها هارون في منامه.
غير ان إطلاق السراح هذا وعلى ما نص بعض المؤرخين بأنه مشروط بشرط
البقاء تحت نظر المركز في بغداد حصرا وبهذا بقى الإمام (عليه السلام) تحت الإقامة
الجبرية. وفي سبيل أبعاد فكرة الإقامة الجبرية والأشكال القائم بين الإمام الكاظم
(عليه السلام) من جهة وبين هارون العباسي من جهة أخرى عمد الأخير الى استدعاء
الإمام (عليه السلام) لمجلس الخلافة بين فترة وأخرى وإقامة المناقشات الفقهية
وغيرها أمام أنظار البلاط واعيان بغداد وعلمائها لإيصال رسالة سياسية للعامة على
ان الأمور طيبة وبخير .
وبعد هذه الفسحة أمر هارون بإصدار أمر بحبس الإمام (عليه السلام).
لدواع أمنية عند الفضل بن الربيع والي بغداد
إلا ان الفضل بن الربيع هذا عمد الى عدم أذية الإمام (عليه السلام)
نفسيا فضلا عن الأذية الجسدية. ثم حوله الى الفضل بن يحيى الذي اكرمه. إلا ان اوعز
هارون للفضل بأن يقوم بعملية اغتيال الإمام (عليه السلام) وتصفيته وهنا امتنع
الفضل وحاول المماطلة واختلاق الأعذار في سبيل عدم ان يتورط بدم الإمام الكاظم
(عليه السلام). وعلى ضوء الامتناع والمماطلة ووصول أخبار الى مسامع هارون وكيفية
التعامل بالاحترام من قبل الفضل تجاه الإمام (عليه السلام). تم معاقبة الفضل. على
تفصيل مذكور في التاريخ حيث جلد مائة جلدها أمام العامة بعد تجريده من ملابسه حتى
كاد ان يفقد عقله.
وفي خطوة إنتقامية من قبل هارون العباسي أرسل الإمام (عليه
السلام). الى السندي بن شاهك في حبسه. وهذا الحبس كان اشد ايلاما على شخص الإمام
(عليه السلام). جسديا ونفسيا إذ ان السندي كان غليظ القلب سيء الخلق متسافل
الدرجات.
وكان الإمام (عليه السلام) لا يلتفت كثيرا الى أذيته الجسدية بقدر
ما حز بنفسه كون ان ابن شاهك آذاه نفسيا.
والمتحصل" لم يكن الإمام الكاظم (عليه السلام). في طول مكوثة
في بغداد في السجن بل كانت هناك فترة يتجول فيها الإمام (عليه السلام) في بغداد
متنقلا في ازقتها حاله حال اي من سكان بغداد ونقلت عنه (عليه السلام) قصص واخبار
وحكايات مبثوثة في مظانها.
أما دعوى نزيل مدينة الضباب أن الإمام الكاظم (عليه السلام) لم
يسجن بل وضع تحت الإقامة الجبريّة في طول وعرض حياته بعد استدعاء السلطة ولزوم
حضوره من المدينة. فهي تحكم بلا دليل من نقل او تأريخ. وياليت على المستشكل بيان
تنزلا - سبب الإقامة الجبرية - على اقل التقارير هي كانت من فراغ وتسلية ام جاءت
نتيجة الرأي الذي كان كابوسا للسلطة ومنتفعيها.
بالتالي" محاولة الخصم إخفاء الإيذاء الذي مارسه السّندي بن
شاهك تجاه الإمام (عليه السلام) والنتيجة التي تم بها تصفية الإمام (عليه السلام)
أزمة أخلاقية كبيرة تضاف الى أزماته بعد الانقلاب لحد كتابة هذه السطور والى الله
تصير الأمور ..
0 تعليقات