آخر الأخبار

سجن الإمام الكاظم (عليه السلام) وتمحلات وتحكمات نزيل مدينة الضباب ..

 



 

علي الأصولي

 

ذكرنا في مقال سابق عن بعض جوانب شخصية السندي بن شاهك. ونزيد على بعض هذه الجوانب على ما ذكره غير وأحد من أصحاب التصانيف ونقولاتهم على ان السندي من اللقطاء الذين لا أب لهم.

 

اذ قالوا: عرف باسم أمّه السنديّة شاهك : « وسبى ذراريهم ـ السند ـ فكان من ذلك السبي مهرويه وخَلَد ، وقرابتهما شاهك وكانت على مائدة شهريار ، وهي أمّ السندي بن شاهك ، وكان منهم الحرث بن بسخنز ، وجميع هؤلاء الموالي الرازيين » - طبقات الأطباء / ۲۲۱ ، ونهاية الأرب / ٦۲۳ –

 

وذكر صاحب كتاب - بغداد - لابن طيفور بأن السندي كان مستغربا على المأمون لتقديمه عليا - عليه السلام - على العباس - جد الأسرة - العباسية - حتى قال السندي للفضل بن الربيع - ما ظننت أنّي أعيش حتّى أسمع عباسيّاً يقول هذا ! فقال الفضل له : تعجّب من هذا ، هذا والله كان قول أبيه قبله - بالتالي كان شديد التعصب لاؤلياء نعمته فقد ذكر ابن حمدون في - التذكرة - ۲ / ۳٦٤ - على أن السندي أحضر رجلاً ادّعيَ عليه الرفض فقال له : ما تقول في أبي بكر ؟ فأثنى عليه ، قال : فعمر ؟ قال : لا أحبّه ، فاخترط السندي سيفه وقال : لمَ ويلك ؟ قال : لأنّه جعل الشورى في ستّة من المهاجرين وأخرج العبّاس منهم ، فشامَ سيفه ورضي عنه - ولهذا كان قريب البلاط لأجل ما يتمتع به من جهل وتعصب. حتى ان الذهبي ذكر في تاريخه - ١٤ / ١٨٥ - بيان هذه الشخصية اذا قال" السندي بن شاهك الأمير أبو نصر مولى أبي جعفر المنصور ولي إمرة دمشق للرشيد ثم وليها بعد المائتين وكان ذميم الخلق سنديا يجعل القول قول المدعي .. ومن هنا سمعنا توصيف السندي عن لسان الإمام الكاظم - عليه السلام - إذ وصفه بالرجس على ما اخبر بذلك المسيب. بالتالي كانت عادة العباسيين تجاه خصومهم هي حبس المعارضين من الشخصيات القرشية والهاشميّة عند وزراء الدولة تحت عنوان - تحت عنوان الإقامة الجبرية - واما عامة الناس فالسجون الأخرى كفيلة بهم.

 

الفصل المقوم لمنهج الخصم عدم الموضوعية .. الكاظم يتسلق الحائط ليلة زفافه أنموذجا ..

ما يعنينا إن الإمام - عليه السلام - وخلاف العرف السياسي العباسي تم زجه عند مدير شرطة بغداد الموصوف بالغلظة والقسوة. ولذا نص المؤرّخ البغدادي ابن الطقطقي في - الفخري / ۱۳۷ - قوله - فحبسه عند السندي بن شاهك - بل نجد ابن كثير قال ما نصه - فلما طال سجن الإمام الكاظم - عليه السلام - كتب الى الرشيد .. الى ان قال .. حتى أنتهى الى سجن السندي بن شاهك. وكان فاجرا فاسقا لا يتورع عن شيء تملقا ومداهنة السلطان. فغالى في سجن الإمام .. الخ ..

 

بالنتيجة اتفقت كلمة من أرخ لتلك الحقبة على ان الإمام الكاظم - عليه السلام - وان كان السجن عند الوزراء ورجال الدولة يمكن تسميته سجن خاص او إقامة جبرية في مكان ما. ولكن بالتالي هو سجن.

 

ومعنى السجن في كتب اللغة" هو الحبس. والسجن البيت الذي يحبس فيه السجين. وفي الإصطلاح - السجن - هو تعويق الشخص ومنعه من التصرف بنفسه والخروج الى اشغاله ومهامه. ومن لوازمه الجعل في بناء او بنيان خاص معد لذلك. بل الربط بالشجرة حبس والجعل في البيت او المسجد حبس.

 

وبالجملة" سواء فسرت تقييد الحرية وما يلازمها بالإقامة الجبرية او الإبقاء في بنيان فهو بالتالي حبس. وإن كان الأول أهون من الثاني. وما نحن فيه في آخر سجن الإمام الكاظم - عليه السلام - هو الحبس في السجن باتفاق من أرخ لتلك الحوادث.

 

ومحاولة الخصم من تهوين الظلم الذي وقع على الإمام الكاظم - عليه السلام - من قبل هارون وابن شاهك محاولة مفضوحة بدعوى الإقامة الجبريّة في دار ابن شاهك إذ ان الإمام - عليه السلام - سجن بأوامر مباشرة وكون السجن قريب عين السندي بن شاهك ولا قريب الى في داره التي هي مجموعة بيوت. فيها دار الضيافة والنوم والعائلة وحضيرة الحيوان والسجن الشخصي. بالتالي" هذا ما يبرر جمع السندي بن شاهك لبعض الشخصيات مع الإمام - عليه السلام - لغايات سياسية وكون الإمام - عليه السلام - يتمتع بوضع خاص ولا يشبه وضع عامة السجناء.

 

وهذا ما يفسر لنا بعض المرويات التي صدرت عن الإمام - عليه السلام - خلال إقامته الجبرية عند الوزراء او سجنه العرفي عند ابن شاهك. كمرويات إبراهيم المروزي عنه - عليه السلام - كما في - الكافي - للكليني - معلم ولد السندي بن شاهك - على ما نقل - النجاشي - في - رجال النجاشي - وصاحب شرطة قنطرة السماكين - وبعدها ترك الشرطة ومكث في المسجد. على ما نقل - في تاريخ بغداد - وإن كان الرجل متروك الحديث عند اهل السنة لأعتبارات ذكروها هناك.

 

وأخيرا وليس آخرا التعويل على التحكمات والتمحلات ودعوى بعض المرويات بمفاد - جمعنا السندي بن شاهك - بالإمام الكاظم - عليه السلام - عرفت قيمتها ولا مزيد ..

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات