عز الدين البغدادي
من منكم سمع بفرقة او جماعة "الخشبية" في التاريخ الإسلامي؟
لقد سمي هؤلاء بالخشبية نسبة الى "تواثي" الخشب التي كانوا يحملونها..
التوثية لها تاريخ أيضا لا سيما إذا دخلت مجال المقدس. و القصة أنه فى سنة 66 هـ
حبس عبد الله بن الزبير جماعة من وجوه الشيعة وهم محمد بن الحنفية وأهل بيته وسبعة
عشر رجلا من وجوه أهل الكوفة كانوا في مكة لأنهم رفضوا بيعته، وهددهم بالقتل والإحراق
إن لم يبايعوه، بعث محمد بن الحنفية رسولا إلى المختار الثقفي يعلمه بحالهم وما
توعدهم به ابن الزبير وسألهم أن لا يخذلوه كما خذلوا الحسين وأهل بيته, فلما وصل
الكتاب خطب المختار في أنصاره متوعدا قائلا: لست بأبي إسحاق إن لم أبعث إليهم
الخيل في أثر الخيل كأنها السيل يتلوه السيل حتى يحلّ بابن الكاهلية الويل.
ثم أمرهم بالركوب على عجل الى مكة، وبسبب ضيق الوقت وصعوبة الموقف
لم ينتظر حتى يبعث جيشا بل أرسل جماعات بعد جماعات حتى وصلوا قريبا من مكة وقد بلغ
عددهم أربعة آلاف مقاتل، وكان عليهم أحد وجوه الشيعة ورموزهم وهو أبو عبدالله
الجدلي. فأختار مائتي رجل منهم وأعطى كل واحد منهم خشبة (توثية) حتى لا يسفك دم في
المسجد الحرام، فاقتحموا المسجد وهم يكبرون وينادون "يا لثارات الحسين"
وقد بقي من الأجل يومان، فهرب ابن الزبير والتجأ إلى الحرم وصاح: أنا العائذ
بالبيت، وقال لما سمع "يا لثارات الحسين": عجبا لهؤلاء الخشبية ينعون
الحسين كأني أنا قاتله‼ فاخرجوا بني هاشم من حبسهم. وقد سمي هؤلاء
"الخشبية" لأنهم دخلوا مكة وبأيديهم الخشب كراهة إشهار السيوف في الحرم
وقيل لأنهم اخذوا الحطب الذي أعده ابن الزبير.
اي إنسان يشارك في السياسة عليه أن يكون مستعدا لسماع النقد دون
تهديد او استعمال للعنف؛ وعموما هذا الربط من باب الطرفة، وإلا فأنا اعتقد ان
التيار الصدري وقياداته أكثر تعقلا من ان تتورط بالاعتداء على الاخ د. ضرغام
وجماعته، ولو حصل هذا فسيكون خطأ كبيرا وتاريخيا وكارثيا على التيار قبل غيره.
0 تعليقات