آخر الأخبار

نابليون فى عكا

 

 

 


 

 

كل أحلامي تحطمت على أسوار هذه المدينة !! نابليون بونابرت

 

 

🔹خرج نابليون من القاهرة فى فبراير 1799م على رأس حملة مكونة من نحو 13 ألف جندى متجهة الى الشام فأتجه الى العريش واسترد قلعة العريش التى كان احمد باشا الجزار قد أحتلها فى 2 يناير 1799 م .

 

وتمكن نابليون من هزيمة ذلك الجيش العثمانى ثم دخل غزة و أحتل فى طريقه خان يونس ومنها الى الرملة فى 25 رمضان حتى وصل إلى يافا فى 7 مارس 1799م واستطاع ان يستولى على يافا وارتكب نابليون فى يافا أبشع الجرائم فى حق أهلها.

 

🔹لقد استسلم أهل يافا و حاميتها العثمانية عندما يأسوا من نجدتها بشروط اتفقوا عليها مع اثنين من كبار رجال نابليون وهما بوهارنيه – كروازييه ومن هذه الشروط : ان تضمن لهم أرواحهم بعد التسليم و لا مساس بممتلكاتهم .

 

فأعطاهم نابليون الأمان خديعة منه لحاميتها وعقب دخوله أمر بأسر كل حاميتها التى كانت تبلغ الأربعة ألاف بعد أن سلموا سلاحهم بناء على الاتفاق !! ..

 

🔹و عقد نابليون اجتماعا مع قادته و استقر رأيهم على قتل جميع الأسري بحجة عدم وجود طعام كافي ﻹطعامهم و حراستهم !!!

 

ولخوفهم من انضمامهم لقوات عكا إذا أطلقوا سراحهم !!!!

 

يقول ذلك رغم أنه استولى علي كل المؤن و الحبوب و المواشي وكل ما في يافا و حولها !!!

 

لذلك سيق كل الأسرى الى البحر وتم إعدامهم رميا بالرصاص دفعة واحدة في اليوم الثالث للاتفاق !!!

 

عقب ذلك انتشر وباء الطاعون في المدينة و ما حولها لكثرة الدماء و كثرة جثث القتلى !!!

 

 

🔹تابع نابليون تقدمه شمالاً, عبر الساحل لاحتلال عكا وإخضاع واليها”,أحمد باشا الجزار" حاكمها بالقرب من نابلس وصلت قوة إضافية من مصر بقيادة ” كليبر " لمساندة نابليون بعد خسارته هناك عددا من جنوده بسبب بسالة نابلس و بسبب المرض المنتشر ..

 

استطاع الجيش الفرنسي مواصلة الطريق واحتلال مدينة حيفا في 17مارس 1799م, و ذلك بعد أن أخلاها الجزار من العسكر و أخذ المدافع و الجنود حامية المدينة إلى عكا .

 

من حيفا سار نابليون وكليبر , متوجهين نحو هدفهم التالي الصعب وهو احتلال مدينة عكا لإخضاع الجزار, وقد بلغ عدد الجنود الفرنسيين نحو 12 ألف جندي.

 

في 19 مارس سنة 1799, وصل الجيش الفرنسي لمشارف مدينة عكا وفرض الحصار حول المدينة ما عدا جهة البحر ؛ وبدأ بضربها بالمدفعية دون إنذار .

 

في دفاتر الميجور "ديورا" : البيان التالي عن مجزرة يافا في مارس ۱۷۹۹ :

 

[- في 7 مارس مات أثناء الهجوم أكثر من 200 تركي

 

- في 8 مارس رمى بالرصاص 800 تركي

 

- وفي 9 مارس رمي بالرصاص 1900 تركي

 

- و في 10 مارس رمي بالرصاص....

..

الجملة 4441 تركي *(تركي يقصد فرد مسلم)

 

لا تعليق على الاستخفاف حتى في تدوين مجازرهم - وان كنا نود توضيح أن عبارة ترکی کانت سائدة في اللغة الفرنسية إشارة إلى المسلم أياكان بلده !

 

وكتب المواطن بيروس إلى أمه عن مجزرة يافا قائلا :

 

" إن قيام الجنود الخانقين، بعد اقتحام المدينة والاستيلاء عليها عنوة ، بأعمال السلب والنهب والقتيل كيفما اتفق ، أمر تقتضيه قوانين الحرب ، والإنسانية تسدل قناع على هذه الفظائع . ولكن صدور الأمر بعد انقضاء يومين أو ثلاثة على الهجوم ، وبعد أن تهدأ سورة الغضب ، في وحشية هادئة نقتل ۳۰۰۰ رجل استسلموا لنا بسلامة نية ، تلك جريمة بشعة ستشجبها الأجيال القادمة.ما في ذلك ريب ...

 

إن نحو ۳۰۰۰ رجل ألقوا سلاحهم ، فسيقوا على الفور إلى معسكرنا ... وفي صباح اليوم التالي سيقوا إلى الشاطئ وبدأت کتیبتان في رميهم بالرصاص ، وكان أملهم الوحيد في النجاة هو أن يلقوا بأنفسهم في البحر، ولم يترددوا ... ولم تمضي لحظة حتى أصطبغ ماء البحر بدمائهم وانتشرت جثثهم على سطحه ... ورجونا صادقين ألا تتكرر هذه الجريمة ، وأن يعفي الأسرى الباقون من القتل ... ولكن سرعان ما خاب رجاؤنا حين اقتيد ۱۲۰۰ مدنی مسلم في اليوم التالي ليعدموا ، وكانوا قد تم تجويعهم لمدة يومين أمام خيمة الجنرال بونابرت ، وصارت التعليمات للجنود بألا يسرفوا في الذخيرة فبلغت بهم الوحشية أن اعملوا فيهم الطعن بالسنکی ... وقد وجدنا بين الضحايا أطفالا كثيرين تشبثوا وهم يموتون بآبائهم ، وسيعلم هذا المثال أعداءنا أنهم لا يستطيعون الركون إلى صدق نية الفرنسيين ، وسيقع دم هؤلاء الآلاف الثلاثة الضحايا على رؤوسنا إن عاجلا أو آجلا ... ] *(وارد في كتاب لاجونكيير: "نابليون بونابرت") .

 

طبعا هذه الوحشية و ذلك الإمعان في الإجرام المشين لن يصدر من أناس أتوا لنشر الحضارة ولا نعتقد أنهم كانوا يؤمنون بأي مبدأ من مبادئها ؛ و لنفهم دوافعهم لمثل هذه الأفعال نستقرئ من كتاباتهم :

[ الإسلام دين تعتيم يصاحبه الاستبداد أو الفوضي ... الإسلام دين مشئوم حيث أن المبادئ الفاسدة إضافة إلى العقيدة فإنها تعصر الإنسان بين البطولة أو الفسوق ... إن عبارة " الإسلام والعرب تمثل أسوأ خليط يمكن تصوره لأن دین محمد عبارة عن بضعة وصفات لا يمكنها أن تكفى أمام الجهل الرهيب للعرب ... وعلى الرغم من تبجيلهم الأعمى للقرآن وطاعتهم المطلقة لكل ما قاله نبيهم ، ورغم اللعنة التي تلاحق كل من يبتعد عن ذلك ، فهم لم يفلحوا في الابتعاد عن الهرطقة ولا عن سحر الوثنية . ]

 

تلك هي بعض العبارات الواردة في كتاب فيفان ديفون "رحلة في مصر السفلي والعليا" وكان من رسامي الحملة وتعكس عباراته عن الإسلام ما رضعه الغرب من أكاذيب مستشرقيهم وفرياتهم وإشعال نار العداء والكراهية لحث مواطنيهم على مواصلة الحروب الصليبية .

 

وعن السلب والنهب غير ما تقدم نورد :

 

" ومن المؤن التي استولى عليها الفرنسيون في يافا ٤۰۰,۰۰۰ جراية من البسكويت و۲۰۰۰ قنطار من الأرز ، وقد نهب الجنود أكثر من هذا كثيرا قبل أن يتمكن القوميسير الاستيلاء عليه، ولكن الأسرى وجب ضربهم بالنار لأنه لم يمكن توفير الطعام هم " (لاجونكير ) .

 

" فصادرنا بعض المواشي التي وجدناها في طريقنا وبينما كانوا يقيدونها كان.الجنود پنهبون هذه القرية ويخربونها، إن فرقتنا لم تكن تعمل سوى إتمام خراب القرى التي كان يمر بها الجيش لأن الفرق التي تقدمتنا لم تترك فيها إلا ما لا يمكن حمله أو تخريبه ، وفي بعض الأحيان كنا نرى النار مشتعلة في الغيطان قبل حضورنا بحيث لم نكن نعرف كيف نحصل على ما يلزم من التبن والشعير لخيولنا " *(من يوميات الكابتن مسافاری " . (*انظر مئتا عام على حملة المنافين الفرنسيس ص٣٣-٣٤ د. زينب عبد العزيز )

 

أي أن المرور الأول أباد السكان و نهب و أحرق القرى؛ و المرور الثاني لإحراق و نهب ما نسيه المرور الأول ؛ و لم ينسوا إحراق الحقول أيضا 😡

 

🔹كان أحمد باشا الجزار الوالي العثمانى على عكا قد اهتم بتحصين مدينته وبني أسوارا ضخمة حولها في وقت سابق, وقام ببناء مرابض للمدفعية ال 250 التى يملكها ؛ وشيد خندقا حول الأسوار بعمق ثمانية أمتار .

 

و قد قام أيضا بجمع كميات كبيرة من الغذاء والقمح والأرز والمؤن وتوفير كميات كافية من المياه في الفترة التي سبقت وصول الجيش الفرنسي إلى مدينة عكا, وذلك استعداداً للحصار .

 

🔹كثف نابليون نيران مدافعه عل الجهتين الشرقية والشمالية-الشرقية للمدينة و ألقي عليها آلاف القنابل و الحمم !!!

 

لكن نابليون وجنوده فشلوا في اختراق أسوار عكا المنيعة بسبب متانتها وبطولة أحمد الجزار و الجنود العثمانيين الذين معه و تعاون أهل المدينة معهم و صمودهم المستميت في الدفاع عن عكا ..

 

وخلال حصار عكا نجح جنود نابليون بإلحاق هزيمة بقوات الجيش العثماني القادمة من دمشق بمعركة قرب طبريا, وكانت تلك القوات قادمة لمساعدة ومناصرة الجزار في عكا.

 

استولى نابليون على منطقة طبرية و أرهق السكان هناك و نهب كل أقواتهم .. و كالعادة ارتكب مجزرة كبيرة و ألقي الجثث في البحيرة حتي فسدت مياهها !

 

🔹بعد فشله و بعد حصار دام 62 يوماً قرر نابليون في 20 مايو 1799 فك الحصار عن عكا !!!

 

ولتخفيف الحمولة على جنوده الذين تبقوا معه و قبل رحيلهم عائدين إلى مصر ... أمر جنوده برمي ما بقي معهم من قذائف على المدينة وأبنيتها للتخلص من الذخيرة وللانتقام منها قبل رحيله !!!

 

مريض نفسيا !!!

 

ثم ألقى الجنود الفرنسيون بمدافعهم الثقيلة وعتادهم وأسلحتهم في البحر تاركين عكا وعلامات الفشل والإرهاق والخسارة تلاحقهم و عادوا يجرون أرجلهم و الخيبة إلي مصر .

 

😐 لاحقا شوهت فرنسا تاريخ أحمد باشا الجزار !!

وللأسف أننا جاريناها فلا يعلم أحد عنه غير الغلظة و الظلم و البطش و التنكيل !!

 

🔹ويرى انطون عبدالنور أنّه "مما ساهم في تكثيف الغموض حول شخصية الجزار حملة التشويه التي تعرض لها من المؤرخين الفرنسيين لأسباب عدة كالصراع الذي دار بينه وبين الجالية الفرنسية في صيدا وأدى إلى طردها من المدينة، والموقف الذي وقفه الجزار من حملة بونابرت على سورية "تجارة صيدا مع الغرب من منتصف القرن السابع عشر الى أواخر القرن الثامن عشر" منشورات الجـامـعـة اللبـنـانيـة، قسم الدراسات التاريـخـيـة، بـيـروت: 1987، ص57.

 

وأما الصراع ما بين الجزار والجالية الفرنسية في صيدا فسببه احتكار هذه الجالية التجارة فعاشت وحدها في صيدا "حياة بذخ وتبذير. وقد سهّل لها هذه الرفاهية وهذا الإسراف الرخص النسبي في الأسعار، ثم الأرباح الطائلة التي كانت تجنيها من التجارة" عبدالنور، ص 148.

 

 

كانت بريطانيا أغلقت طريق نابليون من البحر إلى فرنسا و انقطعت عنه الإمدادات ففكر في فتح طريق آخر بالدوران حول البحر عبر الشام و استانبول وأوربا .. كان يقول دوما لماذا لا تكون القسطنطينية من نصيبنا ؟ يعني بدل الروس أو الإنجليز ، وذلك لأنهم كانوا يدعون لإحتلالها أو استردادها على حد قولهم ..

 

ويتعجب البعض من عدد قواته الذين كانوا معه كيف يمكنه ذلك بثلاثة عشر ألف جندي فقط ؟!

 

لم تكونوا داخل عقل نابليون و لم يكن بمثل هذا الغباء !!

 

لكنه من داخل فلسطين وجه دعوة لكل يهود العالم أن يتجمعوا و يأتوا لاستلام و طنهم الذي و عدهم به قبل انطلاقه من فرنسا ؛ و كان يأمل بذلك أنهم يضغطون لفتح طريق الإمدادات البحرية ليكمل رحلته .

 

وعقد المجمع اليهودي العالمي اجتماعا و تقرر عدم الاستجابة لنابليون لأنهم رأو أنه أضعف من أن يحقق هدفهم ؛ و إذا كانت أوربا أغني و أكسب لهم فلماذا يجازفون ؟! .. عندئذ قرر نابليون الانسحاب و التوجه لأوروبا بشخصه .

 

*(انظر كتاب "مشاريع الاستيطان اليهودي منذ قيام الثورة الفرنسية حتى نهاية الحرب العالمية الأولي" د. أمين عبد الله محمود .. ص( 12 الي 14) .

 

😐 كان نابليون يحلم بالوصول إلي اسطنبول و منها إلى باريس عبر أوربا لينشئ إمبراطوريته العظمي المزعومة !!!

 

و في القسطنطينية والبسفور سيغلق بوابة روسيا الجنوبية و يسهل غزوها بعد ذلك من الغرب!!

 

ولتبقى مقولته المشهورة مدوّنة على صفحات التاريخ:

“لقد أنستني عكا عظمتي, لو سقطت عكا لغيرت وجه العالم, فقد كان حظ الشرق محصوراً في هذه المدينة الصغيرة”.

 

“” لو لم اقف أمام عكا لأستوليت على الشرق بكامله “”

 

إرسال تعليق

0 تعليقات