آخر الأخبار

الجن إنسان بشر من الناس............ 5

 




 

 

مصطفى طه الراوى

 

فيما سبق وما أتيت به من آيات كانت كلها تثبت أن الجن مخلوق مرئى ولكن من مادة أعلى طاقة من طاقة البشر والمادتان من الأرض وطبيعة الأرض والمادتان لابد أن تختلط بالماء لكى يكون هناك حياة فقد جعل الله من الماء كل شىء حي دون أن يستثنى أحد من الخلق .

 

كثير من الأسئلة وهناك سؤال واحد يتكرر حيث يسأل السائل هل إبليس بشر ؟

 

على الرغم من المقدمة الطويلة والجزء الأول والجزء الثاني والجزء الثالث للأسف لم يفهم القارئ أن إبليس بشر من الناس ومناط تكليف ومتساوى فى الحساب مع الإنسان الذى من الأنس ، لم يفهم ابدا ً وربما لن يفهم ان الله لا يمكن ان يخلق خلق اثيرى مخفى ويكون له تعامل مباشر مع الإنسان ويكون له سلطة وقدرة ربما تساوى قدرة الله نفسه فى تغيير مسار الإنسان وتغيير المقدر له فى الزواج والطلاق بل وبيده ان يصيب الإنسان بهلاوس وانفصام شخصية وغيره فكل هذا حسب المفهوم التراثى إبليس إله أو الجن إله صاحب قدرات عالية وأولها الخفاء والاختفاء الأثيرى فهل يعقل أو يكون هناك عدل من الله بخلق هذا المخلوق ثم يحاسب الإنسان على شيء أضله وأغواه وهو لا يراه اى عدل هذا وهذا السؤال كان عنوان أول موضوع والذى كانت مقدمة تمهيدية ربما يحضر العقل ويفكر ولكن الحقيقة انسي يا صديقى فشيطان التراث حاضر بقوة فى عقول الناس ولن يفهم هؤلاء حتى لو جاء الجن بنفسه وقال لهم إنا مخلوق مرئى مثلك فلن يصدق التراثى .

 

نأتى للتأكيد ولكن ارجوا أن لا نصدر صورة التراث أثناء القراءة فصورة التراث دمرت عقول الناس وهذا حالنا بعد هذا التدمير فهل لنا وزن بين العالم !!!

 

(وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ٣٤) البقرة

 

لو كان الجن اثيرى ويملك قدرات عالية لماذا يستكبر وهل يحتاج إلى أن يستكبر ؟

 

الجن إنسان بشر من الناس......... 4

الأثيرى صاحب القدرات والمخفى على من سيستكبر وهو اصلا ً مخفى والمفروض ان الله هو فقط الذى يراه فالموضوع كان ممكن جدا ً ان يسجد طالما هو مخفى ولن يراه احد بالمطلق ولكن أبى واستكبر فهناك من يراه وسوف يرى سجوده فمن هنا استكبر وتعالى وهو هو نفس قاعدة أهل المذهب (نحن الفرقة الناجية) هذه هى قاعدة إبليس وكانت أول أمر يعصى فيه الله واستخدم القاعدة .

 

(قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّٰغِرِينَ١٣) الأعراف

 

الحديث فى الآية عن إبليس بعد أن رفض السجود فأمره الله بأن يخرج منها اى من الجنة والتى كانت مكان استضافة ادم والتى كانت على الأرض لان الجنة لابد ان تكون على الأرض حتى جنة الآخرة ستكون على الأرض يوم تبدل الأرض غير الأرض لا ينفع جنة فى مكان اثيرى ايضا ً بل ستكون على الأرض .

 

لو كان ابليس اثيرى هل يهمه اخرج منها ؟

 

بالعكس لو كان اثيرى فسوف يتنقل فى لمح البصر بل اقل من لمح البصر يصعد يهبط يخترق ليس محتاج بأن يأتيه أمر بأن يخرج منها أو يهبط منها .

 

الهبوط ليس من مكان عالى بل هو هبوط منزلة ومكانة من قصر عالى إلى عشوائية ، من فيلا إلى عشة فراخ ، وادم أيضا هبط فهل هبط بمظلة أو من السماء .

 

المهم الله أمره ان يهبط منها يعنى من هذا النعيم والتى هى جنة الاستضافة وتقريبا كانت الأماكن كلها جنة طالما ان الجن كان سابق على خلق الإنسان وصاحب إبداع وذكاء كبير فأكيد كانت الأماكن كلها جنة وهذا ايضا ً يؤكد لنا لماذا غيرة إبليس من ادم فهو لا يريد أن يزاحمهم احد فى هذه الجنة التى صنعوها بإبداعهم وذكاءهم .

 

الله لم يقل انى خلقت لأدم جنة خاصة لاستضافته بل اسكن أنت وزوجك الجنة يعنى الجنة موجودة والخلق الأول الذى هو الجن هم من صنعوا هذه الجنة ولو ذهبنا إلى سورة سبأ سوف نعرف ان نبى الله استخدم هؤلاء للأعمال الإبداعية فمن هنا كان حقد إبليس على هذا المخلوق الجديد بأنه كيف يزاحمنا هذا المخلوق ونحن أهل وأصحاب هذه الأرض وقد عمرناها وتعبنا فيها .

 

(يَعۡمَلُونَ لَهُۥ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَٰرِيبَ وَتَمَٰثِيلَ وَجِفَانٖ كَٱلۡجَوَابِ وَقُدُورٖ رَّاسِيَٰتٍۚ ٱعۡمَلُوٓاْ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرٗاۚ وَقَلِيلٞ مِّنۡ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ١٣) سبأ

(وَٱلشَّيَٰطِينَ كُلَّ بَنَّآءٖ وَغَوَّاصٖ٣٧) ص

 

(وَمِنَ ٱلشَّيَٰطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُۥ وَيَعۡمَلُونَ عَمَلٗا دُونَ ذَٰلِكَۖ وَكُنَّا لَهُمۡ حَٰفِظِينَ٨٢) الأنبياء

 

يعنى كل هذه الأعمال فى هذه العصور كانت إبداعية بلاشك فأكيد كانت لهم نفس الأعمال قبل خلق أدم وإلا لماذا رفض إبليس السجود ؟

 

ولكن ما معنى السجود والذى لو عرفنا معناه سوف نتأكد انه عدم امتثال إبليس لهذا السجود هو انه لا يريد أن يزاحمهم احد فى الأرض وانه لا يمكن ان يسجد هؤلاء المبدعين الأذكياء لمخلوق صفته الليونة من مادة خلقه واقل ذكاء من هؤلاء .

 

السجود هو طاعة وتنفيذ أوامر الله ، يعنى لو سجد إبليس لأصبح خادم لأدم وهذا ما رفضه إبليس وذكاءه هو انه فطن للأمر فكان سريع البديهة فى رفضه .

 

وهذا يأخذنا إلى أن الله لا يجبر احد على الطاعة أو الإيمان أو اى شىء فكل شىء أنت مخير فيه تماما ً حتى الملائكة خيرهم الله فى سجودهم والدليل هو رد الملائكة فى سؤالهم الإستفهامى (اتجعل فيها من يفسد فيها وتسفك الدماء ) نعم عرض الله على الملائكة يعنى ترك لهم مساحة الخيارية فى ان يسجدوا أم لا .

 

إبليس اخذ أمر الله بالهبوط يعنى من المكانة التى هو عليها والخروج منها ولكن هناك مساحة من الوقت لكى يخرج يعنى ربما تلكأ ، عصى الله فلا غرابة من تلكأه فى الخروج ، وصمم على ان يغوى أدم ويوسوس له .

 

هنا ظهرت لنا صفة الشيطان وإلا لكان هناك شيطان بجانب إبليس أو مع إبليس يعنى كان هناك حضور كبير ولكن المعنى فى الخطاب كان الملائكة وإبليس تماما ً كما كان الخبر عن ذى القرنين والذى رأى الشمس تغرب فى عين حمئة فأكيد من كانوا مع ذى القرنين شاهدوا نفس المشهد ولكن المعنى فى الخبر هو فقط ذى القرنين بما انه قائد الجند أو كبير القوم الذى كان فيهم فمعنى أن يوسوس الشيطان هو أن صفة الشيطان تحضر عندما يكون هناك أمر شرير تجاه الآخرين .

 

إبليس ظلم نفسه عندما عصى الله ولم يمثل عصيانه أذية لأحد بل ظلم نفسه فقط ، ولكن عندما يريد ضلال آخرين فهنا تستدعى صفة شيطان .

 

(فَوَسۡوَسَ إِلَيۡهِ ٱلشَّيۡطَٰنُ قَالَ يَٰٓـَٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ وَمُلۡكٖ لَّا يَبۡلَىٰ١٢٠) طه

 

هنا كان استدعاء صفة الشيطان والتى تختص بالغير يعنى إبليس كان عصيانه على نفسه فهو شأن له وحده ولكن عندما أراد غواية الغير كانت الإشارة لصفة الشيطان والتى هى من الشطط والخروج عن السوية أو المألوف بالعموم .

 

وسوس والتى نقولها الآن حسب تحور اللسان البشرى وشوش نعم لا معنى آخر لها بالمطلق فالإنسان أصلا توسوس له نفسه اى يحدث نفسه بصوت تسمعه أذنه فقط فهى وشوشة كما نقول الآن ، والغواية لابد ان تكون وشوشة وليست جهرا ً ، فعندما تريد غواية احد على شىء خارج المألوف فأنت توشوشه حتى لا يسمع احد همسكم ، وكانت الوسوسة كلها مادية يعنى شجرة خلد وملك لا يبلى كل هذا مادى .

 

ومن التأكيدات التى جاءت فى القرآن بأن الجن ليس مخلوق شبحى هو ما جاء فى سورة الإسراء ..

 

(قَالَ ٱذۡهَبۡ فَمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمۡ جَزَآءٗ مَّوۡفُورٗا٦٣) الإسراء

 

(وَٱسۡتَفۡزِزۡ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتَ مِنۡهُم بِصَوۡتِكَ وَأَجۡلِبۡ عَلَيۡهِم بِخَيۡلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِ وَعِدۡهُمۡۚ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا٦٤) الإسراء

 

نلاحظ هذا قول الله ، فكيف سيتبعه منهم والتى تعود على كل البشر انسه وجنه فمن اتبع غواية الشيطان جزاءه جزاء موفورا يعنى فى نار الخلد فى جهنم فهى وفرة لهم .

 

كيف سيستفز من يتبعه بصوته ويجلب عليهم بخيله ورجلك وكيف سيشاركهم فى الأموال والأولاد !!

 

هل صوته اثيرى وخيله اثيرى وشراكته ستكون شراكة مخفية اثيرية !!

 

الجن الشيطانى هم أهل الغواية الكهنة الذين يضلون الناس عن سبيل الله وكل من له السلطة والسلطان على الناس ونفسه غير سوية ويريد الضلال للناس .

 

الجن السوى هم كل مبدع مخترع صاحب علم من علماء علوم الاستنباط والذين هم أعلى طاقة من طاقة الإنسان العادى فى الذكاء والتفكر والبحث والاكتشاف وغيره .

 

الجن السوى النافع نطلق عليه عبقرى فهو بالفعل عبقرى وعلينا ان نرجع لسورة سبأ ونتدبرها جيدا وما جاء فى سورة الأنبياء وسورة ص ، فهم نشطاء جدا ً وسريعى الحركة وعلى قدر كبير من النباهة والذكاء ودائما ً لماح ويدقق فى التفاصيل ولا يفوته اى تفصيلة من التفاصيل وحاضر الذاكرة وعنده سرعة فهم عالية وسرعة تجاوب مع اى حوار ..

 

اكتفى بهذا وسوف نكمل إن شاء الله لكى نأتى بباقى الآيات التى ستأخذنا إلى ان الجن ليس مخلوق شبحى اثيرى ولكن هو كذلك عند كهنة الشيطان من اجل السلطة على الناس وتخويف الناس وسلب أموالهم واستنزافهم وإصابتهم بالخبل بعيد عنك ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات