آخر الأخبار

الثورة هنا فقط : 80 % للتنمية – 20 % للسياسة

 

 



 

حامد المحلاوى

 

سهرة رمضانية ممتعة للغاية مع ضيفي ( جاري وصديقي ) الأستاذ في محطة بحوث سخا الزراعية بكفر الشيخ .. تخصصة الدقيق : التحسين الوراثي المعملي للحبوب والتقاوي الزراعية .. ولا تسألني عن معناه لو تكرمت فليس المسئول بأعلم من السائل .. على كل

سألته : ماذا قدمتم من خلال أبحاثكم ؟ ..

 

ضحك وقال : إذا علمت أن محطتنا استطاعت رفع إنتاجية فدان القمح من 10 أرادب إلى 22 أردبا الآن وفي طريقنا للوصول به إلى 32 أردبا مع تحسن كبير في النوعية والجودة .. كما أننا تمكنا من تقليص الدورة الزراعية للأرز من 6 أشهر إلى 3 فقط بالتعاون مع الصين الرائدة في زراعة الأرز على مستوى العالم وهو الذي مكننا من إضافة دورة زراعية جديدة لمحصول آخر على نفس الأرض المنزرعة .. هل هذا يرضيك ؟ ..

 

أجبت : طبعا يرضيني وأكثر .. لكن أريد أن أحصل منك على سبق علمي لم يخرج بعد للنور .. قال : نحن الآن في التجارب النهائية التي انتهت تقريبا من مضاعفة إنتاج الفدان من الأرز المهجن ليصل ما بين 8 – 10 طن في الدورة الزراعية الواحدة مع تقليل الحاجة إلى كمية المياه إلى النصف بالتعاون مع الجانب الصيني أيضا ..

 

ستكون التقاوي مطروحة للفلاحين خلال 5 أعوام على الأكثر من الآن ولن يقل إنتاجنا في الأرز عن الكم المنتج الحالي وهناك توقعات كبيرة بزيادته .. هدفنا مراعاة الزيادة السكانية من الطعام ومواجهة شح المياه المتوقع مع الحفاظ على مستوى الإنتاج ..

 

قلت بعفوية شديدة وفرحة لم تغب عنه : شيء رائع بأمانة .. لكني أردت أن أستفزه أكثر للخروج بكم أكبر من المعلومات لأنها تخرج من فم خبير فقلت له : أشعر أن الرئيس تورط في حكاية المليون ونصف مليون فدان هذه وأنه لن يستطيع أن يفي بوعده رغم أنني أصدقه .. وكأنه كان ينتظر فابتسم قائلا :

 

هذا الرجل يمشي بخطوات محسوبة بدقة شديدة ويسير على الطريق الصحيح تماما .. لديه حماس وهمة غير طبيعية واندفاع جسور لإنجاز أكبر قدر من المشاريع في أقصر مدة ممكنة ولكن بحساب ومن غير تهور .. هذا المشروع الذي سيعيد إلى مصر نهضتها الزراعية المشهورة عنها يمشي على قدم وساق في أكثر من منطقة على مستوى الجمهورية .. لكن عليك أن تعلم أن مشروع كهذا لا يعني استصلاح الأراضي وحفر الآبار وفقط .. بل مشروع عمراني متكامل يحتاج إلى بناء مدن وقري بكل ما تعنيه الكلمة من تشييد بيوت وتوصيل مرافق وخدمات من طرق وكهرباء ومياه للشرب والصرف الصحي ومدارس ومستشفيات إلى آخره .. سيأخذ وقتا لكنه لن يطول ..

 

أردت استفزازه أكثر فقلت : هناك من يقول إن المشروع لم يأخذ وقته من الدراسة الكافية وأن المياه الجوفية ستنضب خلال 5 أو 6 سنوات من الاستخدام .. انفعل ورد بحدة : كلام فارغ لا أصل له .. زملاؤنا في قسم بحوث المياه والتربة في المحطة يقولون أن أقل بئر به مياه تكفي للزراعة والشرب لمدة تتراوح من 50 – 100 عام وبعضها مقدر له الاستمرار مدة 200 عام .. هذا موضوع منتهي تماما .

 

لاحظ أنني متحمس للحوار فقال : خذ عندك هذا الخبر الجديد .. الآن تقام محطة بحوث عالمية مجهزة بأحدث التكنولوجيا ومرشح للعمل فيها أكبر الكفاءات العلمية في الوادي الجديد في قلب منطقة المليون ونصف مليون فدان .. لن تكون محطة تقليدية بل من خلال أحدث ما وصل إليه العلم في المجال الزراعي .. شعرت أن لديه جملة يريد أن يقولها قبل أن تنتهي هذه السهرة .. قال : نحمد الله أن أصبح لدينا رئيس وقيادة تعي جيدا أهمية العلم وأن مستقبلنا الحقيقي في التعليم والبحث العلمي .. علماؤنا بخير وشبابنا بخير وهم من سيبني مستقبل البلاد بكل تأكيد .. نحن على الطريق الصحيح أنت تقول مليون ونصف مليون فدان .. الصحيح أنهم أكثر من 4 مليون فدان مخطط لهم الانتهاء في 2030 أنجزنا منها نسبة معقولة جدا رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والعالم كله ..

 

سألته : كم تعطي التنمية وكم تعطي السياسة من الاهتمام ؟ ..

 

قال : 80 % للتنمية – 20 % للسياسة .. قالها لكن داخلني إحساس أنه غير مقتنع بهذه النسبة وأنه يحاول أن يرضيني فقط فجار على التنمية وانحاز إلى السياسة أكثر وكأنه غير مقتنع بما يقول لكنني كنت أوافقه في إحساسه من غير أن أصرح ..

 

........................ هذا ما يحدث على أرض المحروسة .. أما شعبها الجميل فمنشغل ببنت هربت من أهلها أوفنانة طلقت من زوجها وآخرها ارتفاع أسعار البامية وورق العنب وقضايا قومية أخرى خطرة جدا على أمننا القومي ! ..

 

................................................... لله درك يا سيسي

 

إرسال تعليق

0 تعليقات