عز الدين البغدادي
في شباط 1986 شنت القوات الإيرانية هجوما واسعا على مدينة الفاو في
جنوب البصرة، حيث تمكنت من احتلالها، وقد دفع العراق كثيرا من قواته لتحرير
المنطقة إلا أن المحاولات باءت كلها بالفشل وخسر العراق أكثر من 50 ألف شهيد.
بعد أكثر من عامين قامت القوات العراقية بهجوم كبير، وفي زمن قياسي
لم يتجاوز 36 ساعة حررت الفاو وذلك في مثل هذا اليوم 17 من شهر نيسان 1988. وهو ما
أدى الى انهيار معنويات القوات الإيرانية وهو الانهيار الذي استمر حتى انتهاء
الحرب، وهو ما اعترف به الرئيس الإيراني الراحل رفسنجاني حيث قال: إن سقوط الفاو
بيد العراقيين منح العراق قوة معنوية كبيرة وسلبتنا الروح المعنوية بالكامل..
في العام الماضي كتبت منشورا عن تحرير الفاو من الاحتلال الإيراني
الذي دام لسنتين أثار كثيرا من النقاش والجدل، رغم ان الاعتزاز بذكرى التحرير هو أمر
طبيعي فكل الشعوب والأمم تعتز بتحرير أراضيها إذا تعرضت لاحتلال أو عدوان، لكن
هناك عراقيون إذا سمعوا بذلك اشمأزت نفوسهم واحولت عيونهم، وحاولوا أن يقللوا قيمة
النصر مرة بالحديث عن لا مشروعية الحرب، ومرة أخرى بادعاء أن الإيرانيين انسحبوا بإرادتهم،
وما الى ذلك. بينما كان قائد حرس الثورة محسن رضائي يؤكد للرئيس الإيراني الذي
اتصل به ليطمئن مع بداية الهجوم العراقي ويقول له: ان الفاو لن يسترجعها العراقيون
إلا بقنبلة نووية..
حسن روحاني الرئيس الإيراني السابق تحدث عن سقوط الفاو و عملية
المخادعة التي مارستها الاستخبارات العسكرية العراقية حيث يقول: اتصلت بالسيد
رفسنجاني وأخبرته ان الفاو قد سقطت ، الا ان رفسنجاني كان واثقا من وضع قواته كما
اخبره بها قادة الحرس، فقال لي " لا تصغِ إليهم انها مجرد اكاذيب " فقلت
له " حسنًا إذا كانت مجرد اكاذيب فلننس الأمر " .. والحقيقة ان قادة الحرس
الثوري كانوا في كردستان ولم يصدق أحدًا ان الفاو قد سقطت.
النصر نصر عراقي كبير، بل خارق حيث أدى لإيقاف الحرب، وأرض عربية
تم تحريرها.. المجد والخلود لشهداء الجيش العراقي البطل، ولكل من ساهم في تحقيق
النصر العظيم.
0 تعليقات