عبد القادر الحيمى
27 أبريل 2022
مظاهرات سلمية فى مساجد أديس أبابا واوروميا تندد بالاعتداءات على
المسلمين فى قوندر.
اندلعت اليوم مظاهرات احتجاجات فى مساجد أديس أبابا وعدة مساجد أخرى
بالمدينة بعد صلاة الظهر استنكارا على الاعتداءات التى تعرضت لها مساجد قوندر بإقليم
امهرا شمال إثيوبيا والتى تم حرق بعضها وأدت إلى مقتل ما لايقل 14 شخص ، وفى نبأ
لاحق امتدت التظاهرات السلمية فى مدن ومساجد اوروميا.
ووفقا لمكتب العين الاخبارى في أديس ابابا، أفاد ديسالين طاسو
مسؤول الأمن فى اقليم امهرا : ( اندلعت أعمال العنف فى المدينة عندما قام بعض
الشبان المسلمين التقاط حجارة من كنيسة تجاور مقبرة كان يشيع إليها جثمان
الشيخ/كمال حجى الياس مما دعى الشبان المسيحيين لرشق المشيعين بالحجارة، مما أدى
لحدوث مواجهات وأعمال عنف بين الجانبين ،وفقا لمسؤل الأمن ).
وقالت العين الإخبارية ، إن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية فى
امهرا وصف الاعتداءات ، بمجزرة إرهابية قتل فيها 20 ضحية وعشرات الجرحى، نفذتها
جماعة مسيحية متطرفة استخدمت فيها أسلحة بيضاء وقابل يدوية .
كما خاطب المجلس الإسلامي الأعلى بالإقليم الحكومة الفيدرالية
وحكومة إقليم امهرا باتخاذ إجراءات عاجلة وتقديم الجناة للمحاكمات الصارمة.
فيما أصدرت حكومة اقليم امهرا اليوم الأربعاء أعربت فيها عن أسفها
والخسائر البشرية والمادية وأكدت أنها ستتخذ الإجراءات القانونية للمتسببين فى
الأحداث الطائفية بالمدينة.
طالما عرفت واشتهرت إثيوبيا بالتسامح الدينى وفى معظم مدنها تتجاور
المساجد والكنائس. وطالما تعايش الإثيوبيين على مختلف نحلهم فى سلام ووئام واحترام
دون أن يكون اختلاف الأديان مدعاة للصراع .
ما حدث من صراع دينى هو أحد افرزات الحرب العرقية بين القوميات
الإثيوبية وهى حرب وصلت إلى مرحلة خطيرة وصار اى مواطن اثيوبى فى حالة خوف وقلق
لاحساسه بانعدام السلامة والامن من تداعيات الصراع العرقى وزج بالدين حاليا ليكون
احد مقومات الصراع وهو تحول متطرف يهدد سلامة وتماسك ووحدة المجتمع الامهرى نفسه
ويقود العداء والكراهية مع القوميات المسلمة الاخرى من غير الامهرة .
قبل سنتين حدثت مواجهات عرقية عنيفة فى " قجام" -بضم
القاف وتسكين الجيم - باقليم امهرة قتل فيها العشرات واحرق ودمر قرابة أكثر من
عشرين مسجدا للمسلمين.
قادت جمعية القديسين المتطرفة وفانو النزاع الطائفي.
أحداث قوندر الطائفية الأخيرة، بدأت عندما زار علماء دين إسلاميين
قوندر ودعوا فى ظل مطالب لدعوة المدن ومسلميها لإقامة إفطار رمضان فى الطرق
والساحات العامة ، وهى تجربة بدأت من العام الماضى وشهدت المدن الإثيوبية إفطار
رمضان فى شوارعها و ساحاتها.
"قوندر" مدينة أرثوذكسية متشددة ، بها 44 كنيسة وتابوت
كنسي ( ضريح) وذلك حسب ما يقول اتباعها، وبالتالي لم ترق لهم دعوة العلماء ورجال
الدين الإسلامي الدعوة لافطارات رمضان العامة ، فهاجموا تشييع جثمان الشيخ كمال
حجى الياس رافضين قبر جثمانه بأحد المقابر التى تقع خلف أحد الكنائس.
استغلت ميليشيات فانو بدعم وبدفع وتنسيق مع ( جمعية القديسين) وهى
جمعية مسيحية متطرفة ومعها بعض الجمعيات المتطرفة الأخرى وتمت مهاجمة وإحراق
المساجد وقتل المصلين.
ولايزال الصراع بين القوميات الإثيوبية يتخذ أشكالا وأبعادا جديدة
فى ظل احتقان سياسى معقد فيما لاتزال الحرب تزداد معاركها عنفا وشراسة بين الجيش
الاثيوبى وحلفائه من الميليشيات الحليفة وبين الاورومو فى وللو ومناطق أخرى فى
اوروميا .
الصور : مظاهرات الاحتجاج التى شهدتها مساجد أديس أبابا بعد صلاة
الظهر .
إثيوبيا تتشظى.
قادة فانو
الصورة الأخيرة للشيخ الصوفى الراحل كمال حجى الياس
0 تعليقات