آخر الأخبار

قصة الشهيد البطل عبد الحميد إبراهيم

 

 





 سامح طلعت 



شهيد ظلت بطاقته العسكرية 39 عاماً فى تل أبيب

 

نشر جندى إسرائيلى شارك فى حرب السادس من أكتوبر مقالاً بشهر سبتمبر 2012

 

على موقع "ماى نت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية كشف فيه عن مفاجآت كبيرة تتعلق بأحد شهداء المعركة من جنود القوات المسلحة المصرية يدعى المجند عبد الحميد عبد الحميد إبراهيم.

 

وقال الجندى الإسرائيلى، الذى لم يكشف عن هويته أنه خلال المعركة بعد اقتحام القوات المصرية لخط "برليف" والوصول إلى الضفة الشرقية لقناة السويس طلب منه جمع أسلحة جنود الجيش المصرى من سيناء الذين لقوا حتفهم خلال الحرب، مضيفاً: "عند اقترابى من جثة الجندى عبد الحميد عبد الحميد إبراهيم، لاحظت بطاقته العسكرية وأخذتها، ومنذ ذلك الحين وبعد 39 عاماً قررت أن أعيد متعلقاته التى وضعتها فى علبة طيلة هذه المدة داخل علبة خشبية إلى عائلته.

 

وأضاف الجندى الإسرائيلى، قائلاً: "أخذت البطاقة دون أى سبب منطقى، وأنا أعتذر على ذلك، أنا آسف، لقد كنت جندياً احتياطياً شاباً وعمرى فقط 27 سنة، وقبل فترة وجيزة من الحرب تزوجت وكنت أخطط لقضاء شهر العسل، ولكن ظروف الجيش حالت دون ذلك". وأمضى المجند الإسرائيلى السابق حديثه: "قبل بضعة أشهر من حرب يوم الغفران استدعيت لخدمة الاحتياط، فى ظروف كانت صعبة.. وحينها لعنت اليوم الذى التحقت فيه بالجيش عندما علمت أنهم سيقومون بإرسالى إلى سيناء مع فوج قتالى كبير لصد هجوم مصر".

 

 وقال الجندى الإسرائيلى خلال مقاله: "عانينا خسائر فادحة، وقتل العديد من الجنود الإسرائيليين من الوحدة التى كنت أنتمى إليها وأصيب فى الأيام الأولى من الحرب العديد أيضاً من الجنود، فى مشاهد طويلة الأجل خلال ساحة المعركة الرهيبة التى لن أنساها أبداً"، مضيفاً: "الكثير منا شعر بالقلق والخوف وحاربنا حتى النهاية وتمكنا فى بعض الأحيان من صد القوات المصرية". وأضاف: "أنا حقاً لا أتذكر أى مرحلة من الحرب، ماعدا الفترة التى قمت فيها بجمع الأسلحة والذخيرة من الجيش المصرى، حيث قمت بجمع بنادق كلاشنيكوف وذخيرة من بين إحدى الدبابات المحروقة التى ضربت بواسطة سلاح الجو أو سلاح المدرعات، وأخذت البنادق من المنطقة.. وفى وقت لاحق تم بيع بعض منها وبعضها بقيت فى أيدى الجيش الإسرائيلى". وأضاف الجندى الإسرائيلى: "بعد يوم واحد وصلنا إلى الخزانات المضارة المصرية، وجمعنا الذخيرة والأسلحة المختلفة، بعد صدور أوامر لنا بذلك، وشوهدت جثث الجنود المصريين بالقرب من الدبابات ونحن مستمرون فى جمع الأسلحة، وفى حينها وجدت جثة الجندى المصرى الذى احتفظت ببطاقته العسكرية".

 

 وكشف الجندى الإسرائيلى، أن البطاقة الخاصة بالمقاتل المصرى كانت عبارة عن التالى: "جمهورية العربية المتحدة.. القوات الجوية.. تاريخ الشهادة: 15 إبريل 1971"، مضيفاً: "أنا لا أعرف ما حدث فى ذهنى عندما قررت أن أخذ البطاقة، وأنا نأسف لذلك حتى يومنا هذا.. لقد أزعجنى ضميرى فى كل مرة.. وقلت لنفسى آن الوقت لعودة تلك المتعلقات لأسرة هذا الجندى".

 

 وقال الجندى الإسرائيلى: "أنا لا أعرف إذا كان لديه قبر أو نصب حتى أصل إليه وأضع تلك المتعلقات فيها أو حتى أين عائلته لأرسل إليها تلك المتعلقات كهدية تذكارية حتى يرتاح ضميرى بعد كل هذه السنوات"، مضيفاً أنه بعد الثورة فى مصر ووصول التيار الإسلامى إلى السلطة أرى أنه قد يكون مناسبًا أن أعيد تلك البطاقة. وأوضح الجندى الإسرائيلى، أنه تردد كثيراً قبل الاتصال بسفارة مصر لدى تل أبيب، فى الوقت نفسه أخشى أن يأخذ الجيش الإسرائيلى تدابير ضدى، ولذلك اخترت معالجة الموضوع عبر وسائل الإعلام مع عدم الكشف عن هويتى، وأمل أن يساعدنى نشر هذا المقال من إرجاع بطاقة الجندى لأسرته.

 

وفى نهاية المقال، قال الجندى الإسرائيلى: "عند اقتراب يوم الغفران اليهودى بعد ما يقرب من أربعة عقود من الحرب أريد أن استغفر الله عن هذا الفعل، وأمل فى نهاية المطاف عودة البطاقة لأسرة الجندى عبد الحميد إبراهيم".. وأضاف: "آسف مرة أخرى.. أرجو أن تسامحنى".

 

إرسال تعليق

0 تعليقات