آخر الأخبار

إعادة مسرح جريمة قتل الشهيد القمص ارسانيوس وديد

 

 


 

 

محمود جابر

 

وفقا للروايات الرسمية للحادث المؤسف، نحاول وضع تصورات للجريمة، القمص ارسانيوس وديد رزق، كاهن كنيسة السيدة العذراء فى محرم بك بالاسكندرية، الكاهن كان قد خرج لفوره من اجتماع كنسى فى كنيسته فى صحبة سبعة عشر شخصا ممن حضروا هذا الاجتماع الاسبوعى، واثناء ترجلهم على الشاطىء لركوب حافلة، اذا بشخص فى الستين من عمره، يحمل كيسا ويتسلل من بين افراد المجموعة التى تحيط بالكاهن، ويتوجه نحوه مسددا له طعنة نجلاء فى مثلث الرقبة وهى طعنة لا يقوم بها الا قاتل محترف للاسباب الآتية :

 

أولا : أن القاتل لم يقصد احد من الجماعة المحيطة بالكاهن ولو كان مخمورا- وقد خلت أوراق القضية وتحليل الطب الشرعى من تعاطيه ايا من أنواع المخدرات- او فى حالة سكر لقصد اى من الجماعة سواء من فى الطرف الأيسر أو الأيمن دون أن يضطر للتسلل بحرفية وقد اختار شخصا مميزا من بينهم حيث ان الكاهن قد ميزته ملابسه الكهنوتية .

 

الثاني: القاتل رجل فى الستين من عمره، أى ان قوته وفتوته تمنعه من استخدام القوة الغاشمة فى عملية القتل ولكن أنجز عملية القتل من خلال احترافية قد اعتاد عليها أو تم التدريب عليها، فلم يحتاج بعدها ان يسدد طعنة أخرى، حيث ان طعنته الوحيدة النجلاء قد أفضت بحياة الكاهن المجنى عليه.

 

الثالث: ما قام به الرجل – القاتل- هى عملية نوعية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فالسكين ليست كما جاء فى أقواله وجدها فى الشارع صدفه، وحملها للدفاع عن نفسه، فرجل متسول يبحث عن عمل، جاب عدد من المحافظات شريدا فقيرا مما يخاف أو يخشى (!!)، فالفقير المعدم يحتاج الى طعام لا إلى سكين للدفاع عن نفسه، ثم إن السكين الملقاة فى القمامة لن تكون من النوعية التى يمكن ان تتم بها علمية قتل من الطعنة الأولى إلا اذا كانت الأداة – السكين- معدة لهذا الغرض ومن النوعية التى تستخدم فى القتل .

 

العملية كانت نوعية من حيث الأداة المستخدمة فى القتل وعمر القاتل واستسلامه بعد تنفيذ مهمته، وعدم محاولته حتى للفرار أو الدفاع عن نفسه أو محاولة التعدى على احد غير المجنى عليه .

 

المنطق وفقا للسياق يقول ان القاتل الستينى، ليس فى حالة هياج، ولم يكن لديه فرط قوة يفيض على الآخرين لحظة هياجه أو لحظة جنون مؤقت، الرجل يخلو تحليل دمه وبوله من اى مخدر، ولو كان مريضا نفسيا فحتما إنه يتعاطى أدوية فيها نسب ولو بسيطة من المخدرات والتى تستخدم فى حالات الاكتئاب والمرض النفسى .

 

الرجل خلال تجوله من محافظة الى أخرى لم يحدث له حادث شبيه، كما ان أوراق القضية والتحقيق لم تعرفنا على شخصه من اين جاء، وما هو عمله او مهنته وفقا للأوراق الرسمية الثبوتية والتى كانت يجب ان تبدأ باسمه وسنه ومحل إقامته ومهنته. فلم نجد شيئا من هذا فى الأوراق، وكأنه جاء من اللامكان واللازمان هائما على وجهه، لم يثبت ان الرجل قام بفعل مماثل!!

 

عن مسرح بناء الجريمة يقول ان هناك مساحات ما تزال مظلمة فى القضية ونتمنى ان يتم الكشف عنها فى القريب العاجل .

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات