رأفت السويركى
رمضان "زمان التفاهة" الذي نعيشه راهناً؛ يعبر عن طبيعة
الواقع المُشَوَّه الذي تقوم بتشكيله "الرأسمالية الطفيلوية" المهيمنة
في الاقتصاد والثقافة والإعلام في المنطقة العربية؛ وتتحدد ملامحه في:
- اقتصادات الترفيه بتخمة المسلسلات الدرامية التي لا تخرج
موضوعاتها عن الجنس والخيانة؛ والاغتصاب والاختلاس؛ والتزوير وتجارة الأعضاء؛
وبيئة أحداثها تدور في الفيلات والقصور بتجمعات "الكومباوند"
و"حمامات السباحة" مع أفخم الأثاثات والسيارات.
- والأمر نفسه يحدث كذلك فيما يُسمى "الحارات والأزقة"
و"الزنقات" بحضور ثقافة "التوكتوك".
-
اقتصادات موائد طعام الـ "ديلفري" المتسرطنة.
-
*****
الإعلانات الترويجية الموظفة كفواصل بين تلك
"المتسلسلات" تعتمد على إيقاعات طبول الضجيج والرقص "هشك
بيشك"؛ لإبراز حركات هزِّ المؤخرات والبطون؛ ورجرجة الصدور المنتفخة
بـ"السيليكون"؛ بغرض الترويج للسلع التي تشتريها "الطبقة
الصاعدة"؛ والتي يُعاد تشكيلها بالتدجين في "واقع التفاهة الجديدة".
*****
رمضان "زمان التفاهة" قاعدته اقتصادوية بحتة؛ تستهدف
تحقيق الربحوية الهائلة؛ بعيداً عن التنمية بالاستصناع والاستزراع ولكن عبر فنون
ثقافة الاستهلاك الشره؛ وعلى الرغم من أنها تستتر بممارسات "التدين
الكذوب"؛ وتقوم على تجويع البطون نهاراً لإتخامها في الإفطار بما ثقل وزنه من
"المحاشي" و"هُبر اللحوم والكوارع"؛ مهما توحشت ملطمة صرخات
فوضى الارتفاع الجنوني للأسعار؛ بفعل فئة المتكسبين اقتصادوياً من "لصوص
التجارة" المتوحشين؛ وغير المرتدعين بغياب نمط "التسعيرة".
*****
رمضان "زمان التفاهة" الذي نعيشه... يمضي يوماً عقب يوم.
وبانتهائه ستترهل الكروش المترهلة أكثر؛ وستظل الأفواه تتثاءب طيلة النهار من الاستلاب
يقظة أمام الشاشات.!!
0 تعليقات