آخر الأخبار

إيران وعودة الابن الضال

 








رسالة النيل

 

ما يزال العراق منشغل بعودة وزير المالية السابق والزعيم العشائر على حاتم السليمان، فى ظل ازمة تعثر تشكيل الحكومة وانتخاب رئيسا جديدا للدولة.

 

عودة على حاتم السليمان، وفقا لمصادر متعدد تعد صفقة قوية وتحدى من قبل تحالف الإطار فى مواجهة الحالف الثلاثى الذى يضم التيار الصدرى والحزب الكردستانى وتحالف السيادة بزعامة الخنجر والحلبوسى.

 

حيث يرى العديد من الخبراء أن عودة على حاتم هو إرباك لأوراق التحالف الثلاثى، وخاصة خلفهم من السنة بزعامة الخنجر والحلبوسى، وأن هناك دور ما سوف يقوم به على حاتم فى أمير قبائل الدليم العراقية، وقد كان على حاتم قائدا لما تسمى  "الصحوات" السُنّية ضد تنظيم القاعدة عام 2006، ثم في ساحات الاعتصام التي أقامها متظاهرون في محافظة الأنبا عام 2013 وتوعده بإسقاط حكومة نوري المالكي في العام التالي تحت شعار "قادمون يا بغداد" إبان قيادته ما كان يُعرف باسم "المجلس العسكري لثوار الأنبار".



ثم اختفى السليمان خارج العراق بعد سيطرة تنظيم ما يُعرف بـ "داعش" على أجزاء واسعة من العراق في عام 2014.

 

عودة على حاتم الى المشهد مرة أخرى ما هى الا محاولة من الإطار لاستغلال الأصوات معارضة لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي في الأنبار.

 

جريدة المدى العراقية وصفت عودة السليمان وغيره من السياسيين السُنَة باعتبارها "صفقة عودة المنفيين السُنّة" التي شملت، إلى جانب السليمان، وزير المالية السابق رافع العيساوي. وتقول إن الصفقة قد تشمل أيضا إطلاق سراح أحمد العلواني، وهو نائب عن الأنبار محكوم بالإعدام، وأن طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية السابق، والمحكوم عليه غيابيا بالإعدام أيضا، قد دعا إلى "فرصة عادلة للتقاضي".

 

وتقول الجريدة "من حيث لا يعلم فإن الإطار التنسيقي يبدو أنه قدم 'هدية' إلى خصومه في 'صفقة الانبار'، التي يتهم أطراف من التكتل الشيعي بإبرامها مع شخصيات سنية كانت 'منفية' لأسباب سياسية".

 

وتضيف الصحيفة أنه "يبقى داخل الإطار التنسيقي بعض التعويل على أن 'الصفقة' التي يدور الحديث حولها قد تساهم في زعزعة التحالف الثلاثي".

 

وتقول: "بحسب ما يدور في الأروقة السياسية، فإن عودة السليمان إلى واجهة الأحداث 'جاءت بصفقة من بعض قوى التنسيقي، وبدعم من إيران'".

 

أما صحيفة "العرب" اللندنية  فتصف عودة السليمان والعيساوي بأنها "تثير تفاعلات سياسية وشعبية كبيرة على الساحة العراقية ولاسيما السُنّية"



وتضيف أن تحالف "السيادة" السُنّي بقيادة الحلبوسي والخنجر "يحاول الظهور في ثوب الواثق من إحكام قبضته على المشهد السُنّي في العراق، وبأن عودة السليمان وقبله العيساوي ليس لها أي تأثير على المشهد في المحافظات السنية، لكن ردود الفعل المسجلة لقياداته والعناصر القريبة منه تشي بخلاف ذلك وتعكس حالة من القلق والارتباك".

 

ويقول إبراهيم الزبيدي في الجريدة نفسها "لا يمكن التكهن بأن علي حاتم السليمان الذي قرر نوري المالكي السماح له بالعودة إلى الوطن سيكون واحدا من بيادق الشطرنج السنية الجديدة التي قررت إيران أن تلعب بها لخبط الماء على محمد الحلبوسي وخميس الخنجر، وعلى مقتدى الصدر، وعلى مسعود بارزاني، بعد أن وجدت أنهم في وارد الخروج عن طاعتها، أو سيَثبُت على مبادئه وقيمه السابقة".

 

عودة الابن الضال

 

وتحت عنوان "علي حاتم السليمان.. عودة الابن الضال"، يقول صادق الطائي في "القدس العربي" اللندنية إنه "مع تفاقم مأزق الانسداد السياسي في العراق، طفت على السطح ظاهرة استعادة وجوه سنية غيبت عن المشهد منذ 2014".


ويقول إنه قد "دار الحديث عن صفقة بمباركة إيرانية" يتم عبرها احتضان السليمان من قوى الإطار لمواجهة التحالف الثلاثي "ليقدموا ضدا نوعيا سُنّيا لائتلاف السيادة عبر دعم علي حاتم باعتباره القوة العشائرية الرسمية في الأنبار التي ستواجه نفوذ الحلبوسي".



ويضيف: "تبقى التوقعات مفتوحة على الدور الذي سيلعبه (الابن الضال) الذي عاد إلى لعبة التحالفات القديمة، فهل يتمكن من تقويض نفوذ تحالف السيادة (الحلبوسي والخنجر) على مناطق السنة في الأنبار والمحافظات الأخرى؟ هذا ما ستبينه الأيام المقبلة".



ويقول علي حسين في جريدة "المدى" العراقية: "اللعب الآن أصبح مكشوفا، الجميع يكشفون أوراقهم على مائدة صراع المصالح والمغانم، وحولهم ائتلاف مكون من المقربين والانتهازيين وبعض الأحزاب الورقية، فيما آخرون يستعجلون قطف ثمار الكعكة كاملة الدسم".


ويتساءل الكاتب: "لماذا تحوّل علي حاتم السليمان من متّهم مطلوب للقضاء بتهمة الإرهاب، إلى سياسي يحظى بحماية رسمية ويتجول في قصور السياسيين والمسؤولين"،


ويضيف: "لأنني مثل كثير من أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره، لا نعرف بالضبط لماذا أخبرنا علي السليمان ذات يوم بأنه سيحرر بغداد؟... اليوم نتساءل هل نصدق الصور التي يبتسم فيها رافع العيساوي وعلي حاتم السليمان، أم نصدق قرارات الإدانة التي كانت قد صدرت ضدهم؟ أم سنكتشف، ولو متأخرا، أن ما جرى هو طبخات للاستخدام وملء فراغ أدمغة الناس الحائرة؟"

 

إرسال تعليق

0 تعليقات