آخر الأخبار

الجن إنسان بشر من الناس............... 8

 

 


 

مصطفى طه الراوى

 

 

والآن جاء دور الآيات التى استشكلت على مسلمى المذاهب وربما يكون شرحى قريب من الصحة وارجوا هذا فهو اجتهاد شخصى ليس إلا ولا افرض فهمى على احد ولكن هى محاولة للفهم ومن حق كل الناس ان يتدبروا ويفعلوا العقل مع آيات الله فالله قد أمر بأن نتدبر دون وسيط فالدين للناس لكل الناس ولا يملك احد دين الله

(يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُواْ مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُواْۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلۡطَٰنٖ٣٣) الرحمن

 

جاء لفظ لم ننتبه له (تنفذوا) ولم يقل تصعدوا أو يصعدوا لأن الموضوع أقطار السموات والأرض ، والأقطار هى طبقات السموات والأرض ..

 

والنفاذ لابد ان يكون مدفوع يعنى بسلطان أو هناك من دفع الشىء لكى يصل إلى المراد فنقول مثلا ً نفذت المؤونة ، أو نفذت البضاعة ، فنفاذ المؤونة أو البضاعة كان مدفوع من دافع هو الذى دفع بها من مصدرها إلى الجهة المراد ان تنفذ إليها .

 

الجن إنسان بشر من الناس........... 7

فلو كان الجن مخلوق خفى اثيرى فكيف يحتاج لسلطان ينفذ به ، سلطان يكون هو الدافع لأقطار السموات أو أقطار الأرض .

 

(قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادٗا لِّكَلِمَٰتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَٰتُ رَبِّي وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدٗا١٠٩) الكهف

 

كلمات ربى مدفوعة والدافع لها هو الله ، يعنى الله هو سلطان دفع الكلمات ، ولا يمكن الكلمات ان تندفع وحدها ، فلابد لها من سلطان يدفعها للجهة المرادة .

 

لنفذ البحر ، وكلمة بحر عندما تطلق على مياه من نوع واحد يعنى مياه مالحة فبحر تعنى كل المالحة محيط كان أو بحر فكلها بحر ولكن عندما جاءت البحرين فهنا تعنى مياه عذب ومياه مالح ، ونفذ البحر اى المساحة التى يشغلها البحر ستنفذ ولن تكفى لكلمات ربى .

وَهُوَ ٱلَّذِي مَرَجَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ هَٰذَا عَذۡبٞ فُرَاتٞ وَهَٰذَا مِلۡحٌ أُجَاجٞ وَجَعَلَ بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٗا وَحِجۡرٗا مَّحۡجُورٗا٥٣) الفرقان

 

استخدم فى موضوع السماء لفظة يصعد كما جاء فى سورة الأنعام وسورة فاطر فجاء يصعد إليه الكلم الطيب وكأنما يصعد فى السماء ولم يستخدم لفظة تنفذ إليه الكلم الطيب او ينفذ إلى السماء بل وكان من الممكن ان يأتى لفظة إن استطعتم ان تصعدوا أقطار السموات فى سورة الرحمن ولكن الموضوع مختلف .

 

فلو كان الجن اثيرى فمن السهل ان يصعد إلى السموات فلن يعيقه شىء ولا يحتاج لسلطان بل وسوف ينزل طبقات الأرض فالاثيرى لا يعوقه اى شىء بالمطلق حسب الفهم التراثى فالهواء أثقل منه لأن الهواء له وزن ذرى وقد توصل العلم بأن يجعل منه مادة سائلة والتى هى الأكسوجين السائل فمن هنا الجن الأثيرى الخفى يكون اخف كثيرا من الهواء بل وليس له وذن ذرى وإلا لأصبح مرئى فأى مادة لها وزن ذرى وكثافة ، وطالما لها وزن ذرى وكثافة فلابد ان يكون لها حجمية ..

 

الموضوع مختلف تماما ً فالنفاذ هو الوصول لأى طبقة من طبقات الأرض والسماء وقد توصل العلم لهذه الطبقات فهناك طبقات للأرض والتى تشكلت من خلالها الأرض وكذلك طبقات للسماء فالسماء الدنيا هى فقط ما نعيش في محيطها والتى فيها الأكسوجين ونتنفس من خلالها ولكن بعد هذه الطبقة طبقات أخرى والغلاف الجوى هو المحيط لقطر من أقطار السماء الدنيا وبعد ذلك تأتى طبقات أخرى .

 

الآية من سورة الرحمن تتحدث عن مستقبل وقد حدث بالفعل ، فقد بين لنا الله انه ممكن أن ننفذ من أقطار السموات والأرض ولكن لابد ان يكون هناك سلطان وهذا السلطان بما أن الموضوع جمع الجن والأنس فلابد ان يكون بالعلم ، بأقرأ .ولو كان قد حدث من قبل فهذا يكون فى مرحلة سابقة عن مرحلة خلق ادم فالآية جمعت الجن والأنس ولم تستثنى وهذا يدل على انه من الاستطاعة ان ينفذ الأنس ايضا ً مثله مثل الجن ولكن لابد من سلطان ، فلو كان الجن اثيرى مخفى لماذا الشرط هو السلطان فى الآية ...

 

وطلما ان الموضوع جن وانس فهذا يعنى ان الإنس يحتاجوا لطاقة الجن من علوم ومعرفة وبحوث واختراعات ..

 

كذلك أقطار الأرض لابد من هذا السلطان وقد حدث فهناك حفارات خاصة بحفر الأرض لأعماق كبيرة وايضا ً أجهزة سونار تخترق طبقات الأرض فى عمليات المسح ، وطالما انس وجن فالموضوع علم لان كل الآيات التى ذكر الله فيها الجن بعيدا ًعن الكفر والإيمان فكلها تتحدث عن تفوق الجن فى الأعمال الإبداعية ولنا فى سورة سبأ خبر عن ما كان يعمله الجن لنبى الله سليمان .

 

فإلى الآن الإنس والجن ينفذ من أقطار السموات والأرض بسلطان العلم يعنى هناك عامل رئيسى لكى ينفذوا ، ولكن إلى النطاق الذى وصلوا إليه ولا يمكن ان يصلوا لأبعد من طاقتهم وإلا سوف يجدوا شواظ من نار ونحاس وهذا بالفعل نراه فى موضوع النيازك فنرى ان الكثير من النيازك تسقط مشتعلة ملتهبة وهذا بسبب عملية الإحتكاك التى تنتج عن السرعة الكبيرة فى السقوط وهذا الإحتكاك يولد كهرباء إستاتيكية عالية جدا ً مما يجعل اليكترونات الذرة فى مدارها الخارجى تدور بسرعة كبيرة جدا ً بسبب درجة حرارة الإحتكاك ومن هنا يحدث اشتعال ، فالنار هنا نتجت عن مادة وسرعة احتكاك للمادة وهذا يوضح لنا معنى من نار السموم فالنار من مواد أطلق الله عليها سموم وهذه المواد هى عناصر مركبات الأرض كما ذكرت من قبل من كبريت وحديد وفوسفات وغيره من العناصر التى بباطن الأرض وهى نفسها التى تشكل منها الإنسان ولكن ليست بدرجة التركيز التى تشكلت منها عناصر خلق الجن فأعتقد انها نسب عناصر فقط ، فالنار تنتج من هذه العناصر وزيادة الضغط فى باطن الأرض فيحدث الاشتعال والذى اطلق عليه الله نار السموم والتى شكلت خلق الجن ..

 

والذى نعرفه علميا ً انه لو زادت نسبة عنصر الحديد فى الجسم أصبح خطر على الإنسان وأصبحت تمثل سموم داخل الجسم ونفس الشىء فى زيادة عنصر الكبريت أو الزرنيخ وهكذا ولكن فى خلق الجن كانت هذه العناصر نسبتها عالية جدا والتى أعطت له هذه الطاقة فى الخلق ..

 

(إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُواْ مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُواْۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلۡطَٰنٖ٣٣) الرحمن

 

(فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِۚ كَذَٰلِكَ يَجۡعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ١٢٥) الأنعام

 

(مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِيعًاۚ إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ وَٱلَّذِينَ يَمۡكُرُونَ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۖ وَمَكۡرُ أُوْلَٰٓئِكَ هُوَ يَبُورُ١٠) فاطر

 

نلاحظ استخدم هنا لفظة (يصعد فى السماء) ولم يستخدم ينفذ ، فيصعد كان مجرد مثل فى سورة الأنعام ولم يأتى سلطان أى ان الصاعد لا يستخدم أدوات وكذلك الكلم الطيب ، ويصعد لان الموضوع خاص بالسموات فقط .

 

ولكن فى موضوع النفاذ من أقطار السموات والأرض يخص متطلب إنسانى بشرى من علوم ومعرفة واحتياج لما يخدم حركة حياة البشر جنه وانسه ..

 

ثم كما قلت كثيرا ً علينا ان ندقق فى حروف الجر فالآية من سورة الرحمن قالت (أن تنفذوا ...من... أقطار) السموات والأرض يعنى الموضوع كله هو ان السماء التى نعيش تحت سقفها لها أقطار كما نقول نحن الغلاف الجوى وطبقة الأوزون وهكذا فهناك أقطار وسمح الله بهذا النفاذ لأنه كان الشرط السلطان ولو كان مستحيل النفاذ لما قال فانفوا والآن الأنس والجن ينفذ أقطار السموات والأرض .

 

نكتفى بهذا على ان نعاود لشرح موضوع مقاعد للسمع والشهاب وما جاء فى سورة الجن وسورة الحجر والصافات ..

 

هذا فهمى وهى محاولة فقط للفهم ولا افرض هذا على احد بل كما قلت انها محاولة لإثبات ان الجن بشر وناس ويعيشوا معنا ونعيش معهم وهم العلماء والمبدعين وكل أصحاب الفكر العالى فى العلوم الإستنباطية والشياطين هم كل أئمة الكفر الذين يضلوا الناس عن سبيل الله وكل حاكم طاغى ظالم يستعبد الناس ، وكل متسلط على الناس يستخدم الضلال والشر للناس ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات