علي الأصولي
حقيقة الجزاء هو من سنخ أو جنس العمل وعلى هذه الحقيقة أصل قرآني.
وعلى ضوء هذه الحقيقة فلا حساب خارج نطاق الحياة فجنس العمل وسنخه
يكون في هذه النشأة وبقوانينها ولا معنى للسنخية والجنسية في عالم تختلف قوانينه اختلافا
جوهريا.
فالحساب الدنيوي له عقوبات جزائية كما في المدونات الفقهية حدا أو
تعزيرا أو حكومة من قبيل الخدش بل وكل جناية لم ينص عليها الشرع بالخصوص كما هو
المعروف فقهيا.
هذا حسب ما نفهمه من قوانين الشارع وإلا فالقانون الباطني أتم سواء
نال الجاني جزاءه أو فلت. وحتى مع نزول أو إنزال العقوبة فالأثر الوضعي باق على
حاله حتى يتم الاستبراء إذا صح التعبير .
وبالجملة " قانون الله الباطني جار على وفق مبدأ ( من جد وجد)
ما سفل وما علا من أعمال بل وحتى الأفكار والمعتقدات تتجسد دنيويا وعلى الأرض كفرض
العقائد والطقوس ونحو ذلك.
بالتالي" قانون الحساب يأخذ مجراه بشكل إنسيابي تارة على شكل
فردي او على شكل جماعي. ثوابا وعقابا بلا فرق يذكر.
فالمنافع كما هي المضار مرة تكون فردية ومرة أخرى تكون جماعية.
والقصص القرآنية خير شاهد على أحوال الأمم الغابرة.
نعم " آخرويا تكون النتيجة النهائية حيث الجنة او النار
فالقيامة موعد او موسم الحصاد الأكبر بلا كلام وعليه عقيدة أهل القبلة.
لا حساب في القيامة الكبرى بل غايتها عرض الحساب حيث عرض الأعمال
على أصحابها بشكل فردي وهي شبيهة - اي القيامة - بالامتحانات الأكاديمية اليومية
والشهرية ونهاية السنة تجمع الدرجات للإعلان فقط وفقط. لكل فرد فرد. ومنه قوله
تعالى {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}. وقد ذكرنا ان الحساب
ثوابا وعقابا يكون دنيويا واما آخرويا فالوضع مختلف فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة
راضية وروح وريحان وهذا كله يعني النتائج التي توفرت فيما سبق دنيويا. ومن خفت
موازينه فهو في وضع لا يحسد عليه بحال من الأحوال فليلاحظ.
0 تعليقات