علي الأصولي
يحكى أنه ذات يوم ألح أحد التلاميذ على الشيخ عبد القادر
الجيلاني. بأن يُعطيه الإذن في النصح والإرشاد ، فقال له الشيخ ليس بعد ( أي لم
يكتمل لك الأمر) زاد إلحاح التلميذ على الشيخ وقال :- لكني استطيع نصح الناس سيدي
، فقال له الشيخ :- غدًا ألقِ الدَّرسَ !
فاجتمع الناس في المسجد واعتلى التلميذ المنبر فتكلم في علوم
العارفين بكل بلاغه وفصاحة ولم ينتبه لكلامه أحد !
فأشار إليه الشيخ بالنزول !
فنزل وصعد الشيخ وقال كلمة موجزة :-(كنت اليوم صائمًا. وأعدت لي
زوجي طعامًا. فتركت باب الخلوة مفتوحًا. فدخلت الهرة على الطعام فأكلته)
فكل الحاضرين أجهشوا بالبكاء
فتعجب التلميذ مما رآه من حال الناس بعد هذا القول الذي ظن أنه
كلام لا يرقى إلى ما قاله وخاطب به الناس
فسأل أحدهم : ما الذي يبكيك ؟!
فقال له : ألم تع ما قاله الشيخ ؟!
لقد شبه الشيخ أعمالنا بالطعام والرِّياء بالهرة فيدخل الرياء على
ما قدمنا فيحبط العمل. فكل واحد فسر للتلميذ كلام الشيخ حسب ما وقع في قلبه.
فقال الشيخ :- يا بني عندما يفتح الله لك أقفال القلوب .. جاز لك
أن تتحدث. انتهى نقلا عن جمال الدين فالح الكيلاني
أنظر : للتوسع كتاب ثورة الروح : دراسة في فلسفة التصوف عند الإمام
عبد القادر الجيلاني.
أقول" بصرف النظر عن واقعية هذه الحكاية وحصولها في حياة كبير
المتصوفة عبد القادر الكيلاني،
أقول" يا ترى كم عدد أصحاب العناوين الطويلة والعريضة الذين
لهم مساحات واسعة من النفوذ والشهرة، والذين لا يستطعيون كتابة عشر أسطر او إنشاء
خطبة ذات فوائد علمية وعملية،
يا ترى" كم عدد هؤلاء الكهول بل وغير الكهول في واقعنا
الإسلامي الشيعي والسني، بحيث تؤول أحاديثهم وكلماتهم وخواطرهم عند مريديهم
واتباعهم، ويحسبونها من الفتوحات التي قل ما يجود الزمان بمثلها، في قبال غيرهم
ممن لم يناولوا شهرة ومعروفية مع إمكاناتهم العلمية كتلميذ الكيلاني!!
نعم" سوف تسمع المعزوفة التي ذكرها الشيخ لتلميذه - ان صحت الحكاية - وبدل مقولة - عندما يفتح الله لك القلوب - سوف تسمع - مقولة - عندما تحصل على رعايات والطاف صاحب الزمان ع
0 تعليقات