آخر الأخبار

جمال يعود ومعه حلفاءه ...........

 

 


 

محمود جابر

 

لا اعتقد أن هناك أحد فى مصر كلها يعتقد ببراءة جمال مبارك من التهمة التى قال القضاء المصرى فيها كلمته بإدانته ...

 

بيد أن الناس أمام هذه الإدانة ينقسموا قسمين :

 

- الأول : وهم من يعتقدون جزما بإدانته قطعا ودون نقاش

 

وهؤلاء هم عموم الشعب المصرى عدا أصحاب المصالح وبقايا الحزب الوطنى وآخرين

 

-    الثاني : من يعتقدون انه مدان ولكن من حقه أن يستفيد من كونه ابنا للرئيس ومن عائلة وهو شخصية جيدة ومرموقة ولديه مؤهلات تمكنه من ان يكون رئيسا لمصر ...

وهؤلاء هم الحزب الوطنى وامتداده من الأحزاب التى تولدت منه سواء مستقبل وطن أو حماة وطن أو ما شابه وجماعات المصالح الأوربية الأمريكية إضافة الى جماعة الإخوان المسلمين .

 

لكن لحظة صدور الحكم من محاكم الاتحاد الاوربى ليست صدفه .... فهى لحظة تم فيها إعادة تعويم الجنية المصرى للمرة الثانية، وهى لحظة تشهد ارتفاع للأسعار التى أثقلت كاهل جميع المصريين من بقايا الطبقة المتوسطة والفقيرة . (1)

 

وهى لحظة عاد فيها الإرهاب يطل برأسه مره أخرى فى سيناء (2)، وهى لحظة تشهد فيها الساحة الليبية انسدادا سياسيا وأزمة قد تؤدى الى عودة العنف وللمربع رقم صفر مرة أخرى مما قد يؤثر على امن مصر فى المنطقة الغربية ويباعد بين مصر وبين الوصول الى اتفاقية إعادة الاعمار بما تعنى هذه العملية لمصر اقتصاديا واجتماعيا.... (3)

 

هذه اللحظة تشهد خروج العديد من المحتجزين بقرار عفو رئاسى (4)، وهى لحظة دعا فيها الرئيس لحوار وطني (5)، وهى لحظة حرب كونية بين أمريكا وروسيا (6)، وهى لحظة استعلاء وتمكن إسرائيل من الإقليم (7) وهى لحظة تبحث فيها أمريكا لرفع الجماعات الإرهابية من قوائم الإرهاب الدولية من اجل أن تكون لها عونا ضد روسيا (8)

 

وهى لحظة يمكن أن نصفها بأنها لحظة أزمة مصرية بفعل العديد من الأسباب الداخلية والخارجية ....

 

جمال مبارك من جديد:

 

جمال مبارك استطاع أن يعقد العديد من الصفقات التجارية الدولية الناجحة بالنسبة له والتي تؤهله ان يكون الرجل قادرا على إدارة أعمال تجارية سياسية متعددة الأطراف وعابرة للدول، وهذا يشبه الى حد كبير جماعة الإخوان التى عقد معها العديد من الصفقات ومنها صفقة الرئاسة وتحالف السياسي الاقتصادي والتى كانت تجلياتها فى برلمان 2005 وبرلمان 2010...

 

جمال مبارك قد يكون حصان طروادة الذى يحمل فى داخله العديد من التحالفات يقينا داخليا وخارجيا، والرجل لا تنقصه المعرفة السياسية والطبقا السياسية الحاكمة داخليا وخارجيا بحكم انه نشأ وتربى داخل بيت الرئاسة المصرية منذ ان كان والده نائبا للرئيس السادات ثم رئيسا لمصر لمدة ثلاثة عقود ... إذا عودة جمال مبارك هى ليست رسالة خفية ولا إشارات تخفى عن عين ترى وتعرف وتدرك أن المراهنة على حمدين كانت وما تزال مراهنة الضرورة التى يمكن استغلالها والاتجار فالرجل كان دائما طرفا فى صفقات متواضعة سياسيا، وكان دائما صاحب ادوار ثانوية ولا يملك فى تاريخية السياسة ما يؤهله ان يكون فى يوم من الايام حاكما لدولة، بعكس جمال مبارك الذى تم منذ البداية إعداده لهذه اللحظة ومن يقف وراءه هو من استطاع ان يدفع به فى لحظة ما وان يصدر حكما قضائيا اوربيا يمكن من ان يخرج على الناس بمقطع مصور تصويرا احترافيا لا يقل جودة عن التصوير السينمائى للصناع السينما الكبار، وهندام مرتب ورباط عنق أنيق، ثبات فى انفعالات الوجه والجسد، نظرة قوية وثابتة ولا تزيغ أو تسترق النظرة، خطابات بالانجليزية الرصينة وكأنه مرشحا فى مجلس العموم البريطانى، يعقبه كلمة بالعربية مع مراعاة مخارج الحروف والنطق الصحيح دون ان ينظر الى ورقة أو يطالع شىء يقرأ كل هذه الرسائل قصد منه ما هو آت

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات