عز الدين البغدادي
23 مايس( آيار) 2022
فعلا مشكلتنا منهجية،
تتلخص في عدم قدرتنا على التفكير المنطقي.. تتعلق بكوننا لا زلنا نفكر بطريقة
عاطفية أو طفولية.. تقتل إعلامية فلسطينية على يد قوات الاحتلال وبينما يحسب
المحتل حساباته كيف يواجه هذا الخطأ الكبير يتفاجأ بننا ونحن نتناقش: هل يجوز
الترحم عليها أم لا؟
ويموت شاعر عراقي كبير بشعره
ومواقفه، فينفتح باب مقرف من النقاش عما إذا كان يستحق الرحمة لكونه هنديا أو
شيعيا أو شيوعيا أو مواليا للاحتلال أو غير ذلك، نتعامل مع شعره وفق مقاييس وعاظ
الخراب.
نتكلم عن شهدائنا فيأتيك من يقول
بأنهم ليسوا شهداء، ويفتح معك بابا للنقاش الفقهي وينسى أسباب النزاع ونتائجه. وتنتقد
دولة تغلق الأنهار التي تدخل الى بلادنا فتسمع وتقرأ عن مواطنين يدافعون عن حق هذه
الدولة في حجب المياه عن بلادنا!!
ثم تلتفت لتجد من يحدثك بأن
صدام بطل الأمة وقائدها، وكأنما نتكلم عن بطل قاوم الاحتلال وقارعه، أو عن قائد
بني بلدا أو عمر وطنا.. تنتقد شخصية دينية فيأتيك الكلام بأنه خط احمر وأنه مقدس
وأن واجبك طاعته وحسب. ويأتيك آخر يحدثك عن المقاومة وهو يسرق بلده ويخونه، ومعمم
يطبل لسياسي فاسد او يضحك على الناس بقصص لا وجود لها ونحن نستقبل أكاذيبه
بالصلوات، وملحد أحمق يتكلم فيما لا يعرفه بيقين مطلق، وساقطة تربح الملايين مقابل
لا شيء.
نحن نفكر بطريقة خاطئة، أتعرف
لماذا؟ لأننا نريد ان نصل الى النتائج التي نريدها وحسب، ولا نريد ان نصل الى
النتائج التي يقتضيها التفكير الموضوعي.
نحن نعيش في تيه حقيقي، تحركنا
أفكار خاطئة مسمومة مدمرة، نفكر بطريقة سلبية، تختلط عندنا المقدمات بالنتائج،
وتضطرب عندنا كل قواعد التفكير… لهذا لن تقوم لنا قائمة إلا بثورة المنهج، وما لم
تتحقق سنظل مثل فئران عمياء وضعت في لعبة متاهة الفئران نبحث عن مخرج ليس موجودا
الا في مستوى اعلى من التفكير
0 تعليقات