علي الأصولي
لا مشكلة بين الفلاسفة والناس كما لا عداوة شخصية بين الفلاسفة
والحكام، بقدر ما هناك مشكلة بين الفلاسفة وفقهاء الإسلام في الجملة، ناتجة من عدة
أسباب وعوامل منها ما تكون لأجل أفكار فلسفية معارضة مع ظواهر النصوص ومنها ما
تكون راجعة للحسد والتخوف من فقدان الأمجاد الشخصية وبالتالي الامتيازات،
في عام (1194) أصدر الأمير أبو يوسف يعقوب المنصور وكان وقتئذ في
إشبيلية أمراً بإحراق جميع كتب ابن رشد إلا عدداً قليلاً منها في التاريخ الطبيعي،
وحرم على رعاياه دراسة الفلسفة، وحثهم على أن يلقوا في النار جميع كتبها أينما
وجدت،
واتهم ابن رشد بالزندقة والكفر وعدم الإيمان بالأديان وتأويل
الشريعة لتوافق الفلسفة الآرسطية.
قال ابن حمويه :
لما دخلت البلاد ، سألت عن ابن رشد ، فقيل : إنه مهجور في بيته من
جهة الخليفة يعقوب ، لا يدخل إليه أحد ، لأنه رفعت عنه أقوال ردية ، ونسبت إليه
العلوم المهجورة ، ومات محبوسا بداره بمراكش - انظر كتاب - سير أعلام النبلاء –
نعم" لا تجد عالما من علماء الإسلام يتحرك بدائرة المعرفة والميدان إلا وتجد له خصومات من أقرانه ومعاصريه على الأغلب، وأما من اكتفى بالصمت ومسايرة الجو الكلاسيكي فهو في مأمن وعلى ضوء مساحات الأمان صمت الكثير ولم يجازف إلا الأندر فالأندر
0 تعليقات