محمود جابر
خلال المقال السابع فى دراسة علي المؤمن يحاول أن يقنعنا أن
الإسلام غير المسيحية، وأن واقع الكنيسة فى آوربا لم نعرفه فى شرقنا الاسلامى،
وبغض النظر عن صحة هذه المقولة من عدمها، والتى يمكن ان نناقشها فى مقال آخر فى
سلسلة الرد عليه، بيد أن المؤمن طوال دراسته سواء فى هذا الجزء او غيره حاول ان
يقول لنا أن دين الإسلام غير دين المسيحية وان دين المسيح غير دين النبى محمد...
وهذا النوع من الكتابة الذى يتخذ لون الكتابة غير المتخصصة، ليس
لان على المؤمن من هذا النوع من الكتاب، ولكنه فضل فى هذه الحالة أن يكون أكثر
شعبوية فى مخاطبة جمهوره وكسب تعاطفهم سواء كان ذلك الأسلوب منهجيا أو لا فهو الآن
يقوم بعملية دعاية لتياره الاسلاموى بغض النظر كون هذا الأسلوب؛ أسلوبا رصينا أو
متهافتا...
وليت شعرى لا أعلم كيف ينصح المؤمن غيره فى ان يطالعوا الشريعة
الاسلامى – لاحظ – يقول الشريعة ولم يقل الدين، وهو نفسه خلط بين الدين والشريعة
طوال الوقت وأنا انصحه بقراءة هذا المقال ليعرف الفرق بين الدين والشريعة .
إن الإسلام في اللغة يعني استسلام الإنسان وانقياده وخضوعه لأمر
معين...
واصطلاحا ديان سماوي أنزل من عند الله سبحانه وتعالى، ليكون لعامة
البشر ....
وهذا هو المفهوم العام وفقا للقرآن الكريم ...
وهذا الكلام نجده فى كلام النبي عن المسلم من سلم الناس وسلم
المسلمين والمسلم أخوة المسلم ...
وقول الإمام على عليه السلام : قال عليه السّلام :
لأَنْسُبَنَّ اَلْإِسْلاَمَ نِسْبَةً لَمْ يَنْسُبْهَا أَحَدٌ
قَبْلِي اَلْإِسْلاَمُ هُوَ اَلتَّسْلِيمُ وَ اَلتَّسْلِيمُ هُوَ اَلْيَقِينُ وَ
اَلْيَقِينُ هُوَ اَلتَّصْدِيقُ وَ اَلتَّصْدِيقُ هُوَ اَلْإِقْرَارُ وَ
اَلْإِقْرَارُ هُوَ اَلْأَدَاءُ وَ اَلْأَدَاءُ هُوَ اَلْعَمَلُ أقول رواه (
الكافي ) و ( معاني الأخبار ) .
حديث مسلم وأبو داود ...
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد
الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ، ووضح كفيه على فخذيه ، وقال : " يا محمد
أخبرني عن الإسلام " ، فقال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن
استطعت إليه سبيلا ) ، قال : " صدقت " ... " الحديث " رواه
مسلم وابو داود ..
من هنا بدأت الإشكالية التي تتناقض مع نصوص القرآن حيث حصر الإسلام
فى شهادتين .... وبهذا خرج كل من لا ينطق بهما من إطار الإسلام بما يتناقض مع
مفهوم القرآن ...
قال تعالى ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ
لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) البقرة .
فهل كان إقرار إبراهيم عليه السلام بالإسلام هو إقرار على نحو ما
جاء فى حديث مسلم الذى رواه عمر بن الخطاب ؟
أم أن إسلامه كان على النحو الذي عرفه الإمام على فى أن الإسلام هو
التسليم والتسليم هو اليقين ؟!!
وإذا نظرنا إلى آية أخرى من كتاب الله تتحدث عن الإسلام
قال تعالى ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ
الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا
أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ) البقرة
والآية تتحدث أيضا عن إبراهيم واسمعيل عليهما السلام حينما كانا
يرفعان القواعد من البيت ويسألا الله تعالى ان يجعلهما مسلمين هم وذريتهم والأمة
التى تتبعهم ..
ونعيد السؤال مرة أخر ونسأل علي المؤمن ومن على شاكلته :
هل كان سيدنا إبراهيم الخليل وإسماعيل عليهما السلام يقصدا الإسلام
بتعريف الحديث المروى فى مسلم وفق المصطلح المشهور للإسلام ؟!
يعقوب مسلم
ثم هذا سيدنا يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم يدعوا أبنائه إلى أن
يلتزموا الإسلام وكانت تلك وصية الموت لأبنائه جميعا قال تعالى (أَمْ كُنتُمْ
شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ
مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)
البقرة
فهل كان يعقوب وأبناءه يقرون بالإسلام المتضمن الشهادتين وإقامة
الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت .... إضافة للركن وهو الولاية فى روايات
الشيعة ؟!!
أم أن الإسلام هو التسليم لله واليقين بالله ...؟!!
يتبع
العلمانية بين شريعة محمد وشريعة عيسى/ 7
0 تعليقات