علي الأصولي
الولاية التكوينية هبة إلهية لبعض أفراد الإنسان ممن اتصف بعنوان
العبودية الحقة والتسليم المطلق لله تعالى، فهي بالتالي استحقاق خاص لا شريعة لكل
وارد،
غير أن وظيفة الولاية لها إنحاء منها، إظهار الإستحقاقات المترتبة
على فعل الطاعات وتجنب المحرمات ،
وبالجملة" أعمال الولاية التكوينية مقيدة بحدود المصلحة
الواقعية المقدرة في علم الله ضمن نطاق عالم الإمكان ، لا أنها جارية بشكل سيال
وعبثي ومطلق في طول وعرض حياة لمن له هذه الرتبة ، فإذا فرضنا أن أعمال الولاية
وجريانها بمصلحة وبدون مصلحة ، فإن هذا الفرض ينتج إجبار الناس بقبول دعوة من له
الولاية وبالتالي هذا الإجبار خلاف نظرية القدوة في امتثال التكاليف ويفقد الناس
مصداقية التجسيم الخارجي في تكاليفهم بالشريعة ، وهو كما ترى خلاف الغرض ،
نعم" عندما تعرف أن الإمام الهادي ( عليه السلام) حيث ورد إنه
عندما مرض ، بعث بعض أصحابه وأعطاهم أموالاً لكي يذهبوا إلى كربلاء، ويدعون عند
مرقد سيد الشهداء بالشفاء له (عليه السلام) وقد تعجب هؤلاء الأصحاب من طلب الإمام
، فقال محمد بن حمزة: يوجهنا إلى الحائر من هو بمنزلة من في الحائر؟
فقال (عليه السلام): ( إن لله مواضع يحب أن يُعبد فيها وحائر
الحسين من تلك المواضع) تفهم ما نعنيه من تقديم مقولة نظرية القدوة في عالم
الإمكان على أعمال الولاية التكوينية للمعصوم وإلى الله تصير الأمور ...
0 تعليقات