عز الدين البغدادي
11 حزيران (يوليو) 2022
منذ زمن غير قليل، وأنا أتابع صعود حركة طالبان الأول كان في بالي
فكرة أن الجيوش النظامية لم تعد كافية بنظريتها العسكرية والإدارية، وقد تأكد لي
هذا بعد الاحتلال، وقبله وبعده في معارك المقاومة اللبنانية في الجنوب ثم الانكسار
الكبير أيام داعش. هناك حاجة لقوات أكثر مرونة وأكثر اندفاعا في بعض المعاركة،
والفكرة ليس جديدة تماما فالقوات الخاصة والصاعقة تقوم بأعمال عسكرية قريبة من هذا
الأسلوب.
بعد سقوط المحافظات الثلاثة تم تشكيل الحشد الشعبي، والذي كان له
دور كبير في معارك التحرير مع إخوانه في القوات المسلحة بصنوفها المختلفة. وحقيقة
فقد كانت هناك بطولات خارقة لمقاتلي الحشد ربما لو كانت في بلدان أخرى لشكلت مادة
إعلامية ضخمة، وتراثا تعبويا للأجيال، لكن للأسف تم تجاهلها.
اعتقد ان الحشد الشعبي تجربة هامة وكبيرة، والدعوة لحله قصور نظر،
لكن هذا لا يعني أن الواقع الموجود الآن حسن وعلى ما يرام، فهناك مشكلتان رئيستان،
هما:
الأولى: وجود قيادات فاسدة جدا وولاء كثير منها خارج الحدود، وهذه
قد استغلت وتستغل الحشد لمصالحها الخاصة وإمبراطوراتها المالية.
الثانية: لا بد من توحيد الحشد او جعله أكثر انسجاما، بحيث لا يكون
مجموعات منفصلة في قيادتها وإدارتها تحت عنوان الحشد، فهناك فصائل شيعية ولائية،
وأخرى تابعة لقيادات دينية أخرى (السرايا ووعد الله)، وأخرى تابعة للعتبات، وأخرى
تابعة للعشائر، وأخرى للشبك ولليزيدين وبعضها لحزب العمال، وكلها تحمل عنوان
الحشد، وهذا امر لا نظير له في دول العالم.
الحشد ضرورة، وحل، ورجاله يستحقون أهتماما اكبر وتقديرا أعظم، لكن
ترك هذه المشاكل هو امر خطير ستكون له إفرازات خطيرة كلنا نرقبها بوجل… فرحم الله
شهداء الحشد وكل شهداء قواتنا المسلحة البطلة….
والله المستعان
0 تعليقات