عبد القادر الحيمى
ذكرت صحيفة اللموند الفرنسية امس 9 يونيو فى تقريرا لمراسلتها فى
أديس أبابا ( نوى هوشيت بودين) ، انه من المتوقع أن يجلس رئيس وزراء إثيوبيا ابى
احمد مع المتمردين التقراى على طاولة المفاوضات فى " اروشا" اعتبارا من
نهاية يونيو الحالى .
بعد الهدنة الإنسانية السلام :
مع تدفق وانتظام وصول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى إقليم
التقراى منذ شهر مارس الماضى وتتواصل حتى الآن على الإقليم الذى كان على حافة
المجاعة .
دفع حاليا تماسك واستمرار الهدنة بين الجانبين وانسياب مواد
الإغاثة أبى احمد ومتمردى الجبهة الشعبية لتحرير التقراى للتفكير فى اجراء مفاوضات
للخروج من الأزمة التى تعصف بالبلاد . ووفقا للعديد من الدبلوماسيين الأفارقة
والاوربيين ، إنهم يتوقعون أن تبدأ المفاوضات بين الجانبين فى وقت مبكر قبل نهاية
يونيو الحالى فى تنزانيا وقد تكون فى " اروشا " المعروفة باستضافتها
لعملية السلام الراوندية عام 1993. انتهى تقرير لومودند.
تشهد اثيوبيا حراكا واسعا تقوده الحكومة لانجاح الحوار الوطنى
بمشاركة القوى السياسية المختلفة وتلك التى ترفع السلاح. ويقود ابى احمد رئيس
الوزراء هذا التوجه بسعى حثيث بعد أن صار رهانه الرئيس لإخراج البلاد من اتون
الحرب الأهلية وينتهج فى سبيل ذلك الحوار الداخلى بتعاون مع الشخصيات القومية
والقبلية ومنظمات المجتمع المدنى مع الاحزاب الإثيوبية التى تعارض سياسيا وقطع
خطوات واسعة فى ذلك الاتجاه.
الإعلامى الاثيوبى " أنور ابراهيم " مدير مكتب العين
الاخبارى فى أديس أبابا فى إجابة على سؤال عن مؤشرات التصعيد بين الحكومة والتقراى
بدأت تظهر مجددا في ظل الهدنة المعلنة بين الجانبين للإذاعة الجزائرية قبل ثلاثة
أيام فقال : ما يوجد على أرض الواقعي ينفى ذلك خاصة هناك تصريحات رسمية حكومية
بالسماح بايصال المساعدات الإنسانية لاقليم التقراى ، كما أن هناك أحاديث عن
لقاءات بين الجانبين رغم عدم وجود تصريحات رسمية وهناك مصادر أكدت عن لقاءات تمت
بالداخل خارح أديس أبابا وخارج اثيوبيا بين قيادات حكومية وقيادات من التقراى مما
يوضح بكل جلاء أن هناك مسار للمفاوضات تزامن مع جولات ماكوكية لوسيط الاتحاد
الافريقي الاتحاد الافريقي اوباسانقو بين مغلى واديس أبابا، وهى مؤشرات تفتح
الأبواب على مصراعيها للانتقال للحوار الشامل بمشاركة كل القوى السياسية
الإثيوبية. هناك تصريحات لنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية تغرد خارج السرب لكن
التقراى تحفظوا عليها وتجاهلوها ، فيما قبل يومين صرح سكرتير المكتب الصحفى لرئيس
الوزراء : أن الحكومة الإثيوبية ملزمة بالسماح بوصول الاغاثة لاقليم التقراى وتدعمها
وتسهل عبورها كما أعلنت وزارة الزراعة عن توفير اسمدة لاقليم التقراى لموسم
الزراعة الحالى فى يوليو المقبل ، مما يؤكد وجود تفاوض أو تفاهم بين الجانبين يقود
لمسار مفاوضات أوسع فى قضايا الخلاف الرئيسية بين الحكومة والمعارضة المسلحة.
الحوار الوطنى الإثيوبي- الاثيوبى يمثل أهمية كبرى لدى مختلف
التيارات السياسية الإثيوبية ورحبت به جميعا كمخرج وحيد لإنهاء الحرب والمازق
السياسى والذى قاد للحرب الأهلية. لازالت الهدنة قائمة ومتماسكة ويطالب الجميع
بادارة الحوار بمشاركة كل القوى السياسية الحزبية ومنظمات المجتمع المدنى وهناك
شخصيات قومية وقبلية مع منظمات المجتمع المدنى تقوم بجهود حثيثة لتنقية الأجواء
وتضييق رقعة الخلافات ، فمثلا هناك أحزاب سياسية لانجاح الحوار تطالب بإطلاق سراح
قادتها وكوادرها من السجون وهناك من يوجه انتقادات إلى اللجنة التى تقود الحوار
وهناك من يعترض على الحوار مع الجبهة الشعبية لتحرير التقراى TPLF وجيش
تحرير الاورومو OLA ، لكن بنفس القدر اى حوار يستثنى هاتين الجهتين لن يسفر غير فشله
، لانه استبعد قوى المعارضة الرئيسية والحقيقية ، لذلك هناك حراك سياسي واسع وكبير
تقوده الحكومة ولجنة الحوار لاقامة حوار وطنى شامل لكل الاطراف الإثيوبية وهو ما
تبذل له الجهود الحثيثة بعضها معلن وبعضها يتم خلف الكواليس ، مما يؤكد الإعداد له
بعناية وحرص ليحقق غاياته المنشودة
0 تعليقات