آخر الأخبار

الدعاوى البيروتية ..

 

 

 


 

علي الأصولي

 

لا يشترط بالدعوى أن تكون دعوة إثبات بل يمكن ان تكون دعوى نفي، بالتالي كل ما أطلق عليه مفهوم الدعوى تحتاج إلى دليل لإثبات الدعوى - إيجابا كانت أو سلبا - إثباتا أو نفيا

 

بعد أن طرحنا سلسلة متصلة حول الولاية التكوينية وتمسكنا بثوتها تبعا للدليل الدال عليها، حاول الكاتب الأزهري محمود جابر التمسك بالنفي تبعا لما طرحه المرحوم السيد فضل الله.

 

بيد ان السيد فضل الله لم يقدم أدلة ناهضة للنفي إلا مجرد تساؤلات وإستبعادات بل وإستحسانات مفتقرة للدليل بصيغة المنطقية المعروفة، بل وقد خلط السيد محمد حسين فضل الله بين المعجزة التي لم يستطع نفيها لصراحة النصوص القرآنية وبين الولاية التكوينية التي حاول ان يناور في استبعادها عن حريم المعجزات، بيد أننا قلنا إن المعجزة حصة من حصص الولاية التكوينية فراجع،
في عقيدتي أن خط السيد فضل الله التأليفي ولد في جو ضاغط تحت مقولة رعاية كبرى الوحدة الإسلامية بين المذاهب، وإن كنا نحن مع هذه الدعوى بشرط المحددات التي لا تقبل القفز عليها أو التلاعب بها وبالتالي تميعها على حساب الثابت المذهبي وانتهاءا بضياع الهوية والدخول تحت دائرة الساحة البترية كما هي بعض الجماعات التي فقدت توازنها في الساحة الشيعية،

 

وهذا لا يعني الاصطفاف مع الخط التراثي بثقله والقبول بكل حمولته والذي عزل نفسه من واقعه ظنا بأنه أحرز رضا الإمام،
ما يعنينا هو عرض قرأني تدليلي على ثبوت الولاية التكوينية والتي ادعى السيد فضل الله نفي الدليل القرآني على ثبوتها للأنبياء والأولياء (عليهم الصلاة والسلام) بل ذهب بها عريضة وأحتمل نفيها قرآنيا،

 

تعالوا معي للوقوف على نموذج قرآني حول ما نحن فيه وهو قوله تعالى { قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب * فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب}

 

طبعا أقتضت الفاء وترتيب الجمل ان تسخير الريح وتسخير الشياطين متفرع من الدعاء - هب لي ملكا - بالتالي هناك استجابة إلهية لدعوة نبي الله سليمان (عليه السلام) بدلالة (سخرنا) والتسخير هو تحكم وحكومة وتصرف أي جعل الريح تحت حكمه وقهره بتقديره تكوينا، ومن لوازم هذا المعنى الإطاعة، والمحكومية الصرفة تحت الإرادة والأمر بالتالي التسخير يكون تحت أمره بالتالي تجري الريح بأمره حيث أصاب يعني حيث قصد وأراد ومنه قول القائل: أصاب الصواب وأخطأ الجواب - يعني أراد الصواب وقصده لكنه أخطأ في جوابه،

 

وقد ذكرنا سابقا إن رضى المولى بالفعل لا يحتاج إلى إذن، كون الفعل لا يخرج عن حدود المصلحة الواقعية والتي فيها رضا الله جريا مع القوانين الكونية، بالتالي لا إرادة سليمانية خلاف الإرادة الإلهية. وإلا فهو الفساد والخراب لتقاطع الإرادتين - السليمانية والإلهية - وهذا خلف التسخير والأذن - الضمني

 

والغريب بأن السيد فضل الله - وبعد التتبع - في تفسيره - من وحي القرآن - من تفسير سورة - ص - قوله تعالى (فسخرنا له الريح تجري بأمره) قال" تتحرك بإرادته واختياره .. الخ ..

 

ولا أعرف هل تحرك الريح بإرادة سليمان (عليه السلام) واختياره ينافي اختيار الله وإرادته، ام أن هناك إتحاد بين الإرادتين،

 

وبالجملة" إن تسخير الريح لسليمان والشياطين وتسيبح الجبال معه، لم تطرح من قبل نفس نبي الله سليمان (عليه السلام) كمعاجز للتدليل على نبوته بل هي مؤيدات وشواهد على استجابة دعوته ..


آراء قاهرية والرد على الدعاوى النجفية

إرسال تعليق

0 تعليقات