علي الأصولي
الولاية التكوينية
دليل قدرة وكل قدرة دون قدرة الله تعالى فهي محدودة، بالتالي القدرة على التصرف في
عالم التكوين محدود بحسب وعاء المتصرف من جهة وبحسب الضرورة القاضية من جهة أخرى.
وبما أن القدرة ناتجة
من استحقاق المقتدر تبعا لكماله فهي مشككة وذات رتب بحسب سلم الكمال، وكيف كان: كل
مقتدر على شيء أو أشياء تتعلق بشأن تكويني لا يلزم
منه كونه قادرا على كل شيء،
فمثلا : نبي الله
عيسى (عليه السلام) عرف بأنه أحيا جملة من الموتى وتم على يديه شفاء جملة من
الأمراض المستعصية، ولكنه بالتالي مع هذه إمكاناته لا يستطيع فعل ما فعله موسى (عليه
السلام) في جملة من معاجزه المنصوصة قرآنيا، كما ان نفس موسى (عليه السلام) لم
يتقرب من فعاليات نبي الله عسى (عليه السلام) مع ان موسى الكليم (عليه السلام) لم
يختصر الطريق لإحياء الميت إلا عن طريق بقرة ذات أوصاف محددة كما في قصة قرآنية
معروفة، بالتالي" كل فرد - بصرف النظر عن مقولة اتصافه بالعصمة - لا يعجز عن
إقامة معجزة بشرط أن يكون مؤيدا بقوة روحية من الله عز وجل. فإن المعجزة ليست خرقا
لنواميس الطبيعة وقوانينها، لكي يستحيل إيجادها، وإنما هي تطبيق غير مألوف لتلك
القوانين، هذا ما أفاده السيد الشهيد الصدر الثاني.
إذن" المعجزة
والولاية التكوينية عبارة عن فهم لبعض العلل ومن خلال هذا الفهم يمكن التحكم
بالمعلولات وهذا أمر لا يتسنى إلا لمن كان ضمن دائرة القرب الإلهي وكل بحسبه على
ما أفاد أهل المعرفة وإلى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات