آدم حاج موسى
بالأمس
وفى مرحلة حرب التحرير رأينا بأم أعيننا وسمعنا وقرأنا حكايات وروايات عن أفراد
وجماعات خانوا العهد والولاء والأمانة بخيانة مبادئهم وأهدافهم التنظيمية التى
تواثقوا عليها مع رفاقهم من الأحياء والشهداء ممن كانت تجمع بينهم رفقة السلاح
والهدف والمسيرة والمصير ممكن كانوا ينتمون الى شتى فصائل جبهة تحرير اريتريا
وحركة الجهاد الإسلامي الاريتري وبامتهان الخيانة سلوكا ووسيلة ارتضت تلك الجماعات
بكل بساطة ان يكونوا عملاء بالأصالة عن أنفسهم وبالإنابة عن مكوناتهم لعصابة اسياس
افورقى من داخل تنظيماتهم بالصوت والصورة والرسم والقلم محدثين بذلك انقلابا على
الانتماء التنظيمي والمجتمع وبهذا المسلك المشين من خلال بيع الضمير والتحلل من
القيم الإنسانية النبيلة الحقوا أضرارا بالغة جسدية ونفسية مادية ومعنوية بحق
رفاقهم وتنظيماتهم والمجتمعات التى كانوا ينتمون إليها وأهدافها الوطنية وبرفاقهم
فى المقام الأول ومن ثم بطموحات وآمال الشعب كله الذى جاد بالغالي والنفيس فى سبيل
دعمهم ومناصرتهم ومؤازرتهم من اجل بلوغ أهدافه المشروعة فى الحرية والسيادة
والوطنية، بل تعدى ضرر هؤلاء الى القوى السياسة فى الدول الشقيقة والصديقة الداعمة
والمناصرة لخيارات تنظيماتهم بصفة خاصة وحق تقرير مصير الشعب الاريتري فى الحرية
والاستقلال بصفة عامة ونملك عشرات الأمثلة والنماذج من أولئك الأفراد وتلك
الجماعات التى تسابقت دون قيد أو شرط الى حلبة ولي نعمتهم بل
أن بعضهم كتب مذكرات مفصلة شرح فيها كيف إنه كان عميلا مندسا بين قومه وكيف كان
يعمل ولمن كان يرفع تقاريره اليومية بحق رفاقه وتحركاتهم اليومية.
■ اليوم يتكرر ذات المشهد
بالكربون خيانة وغدر مرة أخرى وانقلاب جديد على المجتمع والمبادئ المصطنعة لتحقيق أهداف
ومكاسب جديدة تحت شعار جديد " الدفاع عن السيادة الوطنية " بحجة أن
الجبهة الشعبية لتحرير تقراي " الوياني" تريد غزو اريتريا واستهداف
سيادتها الوطنية و لكن من موقع آخر وعبر أفراد ومجموعات أخرى تم انشاؤها فى مراحل
واحدث تاريخية مختلفة وفى أكثر من موقع جغرافي وبيئة إنسانية من ذات التنظيمات ومن
ذات الجماعات وبذات الدوافع والمحركات وقد تحدثنا عنهم بشكل مفصل فى مقال سابق
بعنوان " من هم المندسون " يمكن إعادة قراءته للمزيد من المعلومات .
موضوع
استخدام اسم الجبهة الشعبية لتحرير تقراي من قبل عصابة افورقى هو حالة أشبه ب " قميص عثمان " أو تكاد ان تكون مثلما
استخدم قضية مثلث بادمي الذى أصبح محل نزاع لذات الغرض الحالي واندلعت فيه حرب
وكالة والتي راح ضحيتها أكثر من ١٢٠ ألف جندي من الطرفين وإتلاف للحرث والنسل
والممتلكات وإضرار اقتصادية واجتماعية لا تحصى ولا تعد خاصة فى الجانب الاريتري
بحكم عسكرة المجتمع وتعطيل مؤسسات الدولة الاريترية بحجة الحرب واستمرار حكم
العصابة وإحكام السيطرة وتحديد حركة المواطن وتنقلاته وتحديد أنشطه اليومية بصورة
غير مسبوقة بالإضافة الى تنشيط حالة العداء السافر
والحقد الدفين بين الشعبين الجارين من خلال آلة العصابة الإعلامية وأبواقها فى
الداخل والخارج .
الحقيقة
إن الجبهة الشعبية لتحرير تقراي هو التنظيم الإثيوبي الوحيد الذى كان يعمل ويؤمن
بحق تقرير مصير الشعب الاريتري واستقلال دولته وفرض سيادته الوطنية على أرضه وأن
تلك المبادئ التنظيمية الراسخة نشأت على قاعدة عمل مشترك ممهور بالدم والدموع
وبنيت عليه قاعدة علاقة مصيرية بين الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا والجبهة الشعبية
لتحرير تقراي منذ عام
١٩٧٨ وحتى ١٩٩٨ وكان عماد هذه العلاقة الوطيدة والمصيرية هو
النضال المشترك فى كل الميادين حيث قاد التنظيمين حربا مشتركة ضد نظام منقستو هيلي
ماريام فى الأراضي الاريترية والإثيوبية بقيادة مشتركة وعلى سبيل المثال عندما
حاصر نظام منقستو هيلي ماريام الفاشي الثورة الاريترية عام ١٩٨٢ إبان حملة النجم الأحمر
أرسلت الجبهة الشعبية لتحرير تقراي ٥٠٠٠ الآف مقاتل دفاعا عن الثورة الاريترية
ودفاعا عن حق الشعب الاريتري فى جبهة نقفة وغيرها من جبهات القتال التى شهدت كسر
شوكة الاحتلال الإثيوبي الغاشم وكما ساهمت الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا بخبرتها
في مجالات التدريب والتأهيل والقيادة بالإضافة الى إرسالها آلاف من المقاتلين
والآليات العسكرية حتى تحرير كامل التراب الاريتري والإثيوبي عام ١٩٩١، وبعد
التحرير كان للجبهة الشعبية لتحرير تقراي وقائدها الملهم الراحل / ملس زيناوي
موقفا مشرفا فى دعم ومساندة القضية الاريترية فى أخطر مراحلها على الإطلاق ومناصرة
الشعب الاريتري فى تتويج كفاحه المسلح بالحرية والاستقلال فى وقت كان فيه الراحل
ملس زيناوي وتنظيمه على رأس السلطة فى إثيوبيا وفى أوج قوتهم وتأثيرهم على الصعيد
المحلي والإقليمي والدولي وهكذا توج الكفاح الاريتري بالنصر المؤزر بتضحيات
وبطولات أبنائه وبمناصرة أشقائه وأصدقائه ذلك ان نضال وكفاح الشعب الاريتري لم يكن
معزولا عن وجدان وأشواق الشعوب الشقيقة والصديقة وهكذا لعبت الجبهة الشعبية لتحرير
تقراي دورا هاما ومفصليا فى تاريخ الشعب الاريتري العظيم ودولته الوطنية .
إن
تدخل عصابة افورقي فى الشأن الإثيوبي الداخلي والاصطفاف الى جانب مكون إثيوبي ضد
مكون إثيوبي آخر وفى قضية إثيوبية داخلية بحتة أمر لا يقره الشعب الاريتري ولا المجتمع الدولي ولا الشرعية الدولية وهو أمر
مدان بكل القوانين والأعراف الدولية وان دخول عصابة افورقي فى مستنقع الحرب الأهلية
الإثيوبية فى الرابع من نوفمبر ٢٠٢٠ هو أمر يخص عصابة افورقي ولا علاقة له بالشعب
الاريتري ودولته الوطنية لا من قريب ولا من بعيد ذلك ان هذه
العصابة قد أعلنت الحرب على الشعب الاريتري نفسه بالقتل والتنكيل والتشريد والزج
بأبنائه الى أتون حروب الوكالة التى تقودها العصابة منذ عام ١٩٩٣ لصالح قوى إقليمية ودولية ضد كل من السودان وجيبوتي
والصومال واليمن وحتى فى منطقة البحيرات بوسط إفريقيا فى جمهورية كونغو
الديمقراطية وبالطبع ضد إثيوبيا تحت غطاء قضية " بادمي " سالفة الذكر ولسوء حظ وتقديرات
العصابة هذه المرة فان موضوع قضية بادمي موضوع قد تم حله بموجب اتفاقية الجزائر
عام ٢٠٠٠ وهي اتفاقية ملزمة وتم حسم القضية موضع النزاع بموجب قرار لجنة التحكيم
الدولية عام ٢٠٠٢ ولم يتبقى منها سوى الترتيبات لوضع العلامات على الأرض ولم يكن
لعصابة افورقي اي مبرر للدخول فى حرب مع مكون إثيوبي " امهرا " الذى ظل ولايزال معاد للشعب الاريتري ودولته الوطنية ضد
شعب تقراي المناصر للحق الاريتري بحجج كاذبة ودعاية فارغة لا سند وصحة لها على ارض
الواقع فقط هي أكاذيب ودعايات ترددها مخابرات العصابة عبر عملائها المنتشرون فى
وسائل التواصل الاجتماعي والمؤطرون تحت مظلات قبلية وطائفية وجهوية بدعم وتمويل
مخابرات العصابة فى الداخل والخارج من حر أموال الشعب الاريتري المنهوبة وهو امر
اعتادت عليه العصابة بتحالفاتها الرجعية والمتخلفة مع الأفراد
والمجموعات الأكثر جهلا وتخلفا وإحساسا بالدونية بغرض استغلالها فى تسوية قضاياها وأوضاعها
الراهنة المتعثرة دائما وهكذا هي عصابة الجهل والتجهيل تتلاعب بمشاعر
ضعاف النفوس الذين ارتضوا لأنفسهم ان يكون دورهم محصورا فى العمالة والارتزاق
فيهلكون ويهلكون ..
والعاقبة للمتقين .
0 تعليقات