علي الأصولي
لا يسعنا إلا مشاركة
السيد الحيدري ومطالبته الحثيثة بإسقاط حجية فهم علماء السلف للنص الديني، لأنه
وبحسب تعبيره خنق علينا الفضاء المعرفي الاجتهادي وفرض علينا فهمهم فرضا وقسرا
وأغلق في وجوهنا كل حركة علمية تجددية ، بل أن فهمنا أولى بمئات المرات من فهمهم لأنه
توفرت لي من الأدوات العلمية والمقدمات المعرفية ما لم تتوفر لهم [ وهذا طبيعي
بحكم الزمان وتطوره وتجدد علومه ومعارفه وأدواته فلا يثقل على المتحجرين من أصحاب
القدسية والقراءة التبجيلية الذين كل ما توصلوا إليه وما قدموه للدين هو حواشي
وتعليقات وهوامش على كلام من مضى ] ، وفهمهم حجة في زمانهم فقط ولا سراية له علينا
في الحجية وهذا هو عين الصواب_ وإضافة صغيرة _"لا بأس
في الرجوع إليهم في مقام الإعانة على فهم النص الديني دون جعله المحور والاعتماد
وإنما أداة علمية تضاف لفهم النص الديني - انتهى النقل بتصريف –
إن دعوة السيد
الحيدري تامة كون النص القرآني والحديثي له من الاطلاقية الإزمانية مما لا تخفى
على أحد إلا في بعض النصوص التي تموضع في خانتها التاريخية، بالتالي النص ليس وقفا
على زمان صدوره وفهمه لا يعني أن نجعله وقفا عند الشيخ الصدوق والشيخ المفيد ولا
العلامة الحلي بل ولا آية الله المحقق الخوئي وليس انتهاءا بالشهيد السيد الصدر
الأول ولا السيد الشهيد الصدر الثاني، نعم" فلا يقتصر فهم النص ومراده على
أصحاب الأئمة ولا على فقهاء الإمامية ومن كان منهم متاخما لعصر الغيبة، وكذا لا
يقف فهم النص وتحديد مراده عند المعاصرين أيضا،
وبالجملة : وباعتبار انفتاح
باب الاجتهاد عند الإمامية فإن فرض ما فهمه الشيخ الصدوق بخصوص الشهادة الثالثة
وغيره، واعتبار إن الزيادة موضوعة من قبل أطراف وصفها بوصف التفويض والغلو ، لا
يمكن الركون الى هذا الفهم بعد ان فهمنا بأن تمامية كلام رأي الشيخ الصدوق مشروط
بكون الإضافة بقصد الجزئية لا مطلقا، وكيف كان" لو اطلع الشيخ الصدوق وشيخ
الطائفة الطوسي على ما ذكرناه في هذه المقالات لرفعوا اليد عن فهمهم حول الشهادة
الثالثة ومؤداه ...
0 تعليقات