آخر الأخبار

طبول الحرب تدق فمن يسمعها ؟

 

 


 

 

 

محمود جابر

 

زيارات مكوكية لولي العهد السعودي شملت كلا من مصر والأردن وتركيا، زيارات مماثلة للرئيس الاماراتى الجديد، زيارة مرتقبة لبايدن مع انعقاد قمة خليجية تضم دولا عربية مثل مصر والعراق والأردن، إضافة للضيف الامريكى وحضور إسرائيلي .

 

لم يعد ولى العهد السعودى فى حاجة لاعتراف بايدين به، وربما العكس هو الصحيح، فالسعودية لديها خيارات متعددة، ومنها الانفتاح على الشرق الروسى والصينى ومجموعة البركس، ولكن الأمر يبدو حاجة أمريكية إسرائيلية تتعلق بأمن الخليج أكثر مما هى متعلقة بولاية عهد الأمير محمد بن سلمان .

 

الحرب الروسية الأوكرانية غيّرت حسابات واشنطن واستعداداتها، وأجبرتها على مراجعة سياستها في المنطقة من أجل ضمان استقرار بلادها، التي تواجه تضخماً وفورة في أسعار النفط بعد أن كانت تتفاخر في عدم حاجتها إلى نفط الخليج. ولا شكّ في أن سياسات الولايات المتحدة تحمل في هذه الفترة عنواناً رئيساً هو "الحاجة أم الاختراع " في ظل الجهود للتغلّب على حاجة الأوروبيين إلى النفط والغاز الروسي .

 

وقبلها .... قيام تل أبيب بنشر منظومة رادارات في كل من الإمارات والبحرين، يتزامن مع مشروع قانون الدفاع لعام 2022، قُدّم إلى الكونغرس الأميركي بهدف تعزيز التعاون العسكري، ودمج ما سُمّي منظومة دفاع جوي صاروخي متكامل تضم دولاً عربية وخليجية تكون "إسرائيل" جزءاً منها لمواجهة إيران في غضون 180 يوماً، رافقته زيارة نفتالي بينيت للإمارات في زيارة هي الثالثة له في أقل من عام، بالتزامن مع تصعيد طهران لهجتها أمام تعثر مفاوضات فيينا، وقيامها بإغلاق كاميرات المراقبة لأنشطتها النووية احتجاجاً على ما وصفته بخضوع الوكالة لرغبات الأطراف الدوليين ولـ"إسرائيل"، تعد تطورات دراماتيكية من المهم التوقف عندها وقراءة مآلاتها وسيناريوهاتها.

 

يقينا ... أن المنطقة تمر بحالة تسخين غير مسبوقة، وهذا ما يجعل سيناريو احتمال اندلاع مواجهة عسكرية مقبلة محتملة حاضراً إلى حد كبير، واحتمال وقوعه مرتبط ارتباطاً مباشراً بالتطورات الميدانية، وما يعزّز استحضار هذا السيناريو، هو حالة الاستنفارات الكبيرة والمناورات العسكرية التي جرت وتجري في المنطقة، والتي رافقتها عمليات اغتيال بحق علماء ومسؤولين إيرانيين، واستمرار التهديد والتحريض الإسرائيليّين غير المسبوقين ضد إيران، واللذين كان آخرهما خلال زيارة رئيس وكالة الطاقة الذرية لـ"إسرائيل" مؤخراً.  

 

تعثر المفاوضات الإيرانية قاب قوسين أو أدنى، إيران تتحسب لهذه اللحظة برفع معدلات التخصيب، إسرائيل تخشى من وصول معدلات التخصيب للحالة الكورية، وإذا ما تحدثنا عن خيار الحرب العسكرية الشاملة والمفتوحة بين "إسرائيل" وإيران، فهي بحاجة إلى ضوء أخضر أميركي، ومثل هذا الضوء، رغم تعقيدات وتعثر مفاوضات فيينا، أصبح متوفر حاليا وفق مصادر إسرائيلية.

 

الوجود العسكرى أصبح موجود فى الخليج، ورغم التحذيرات الإيرانية للخليج، إلا أن إيران لم تستطع فعل شىء مما لوحت به، بل على العكس فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية فى العمق الايرانى تتم ليل نهار وبمعدلات غير مسبوقة دون وإيران لا تمتلك الشجاعة عن إعلان هذه الاختراقات .

 

إن فشل المفاوضات الإيرانية في التوقيع على اتفاق نووي جديد، خاصة مع عدم وجود إستراتيجية أميركية محددة للتعامل مع إيران بعد فشل الاتفاق؛ يمنح الفرصة أمام "إسرائيل" أن تحاول وضع خطوط عامة لهذه الإستراتيجية المستقبلية الأميركية، من خلال ما أطلق عليه اسم "الخطة ب"، والتي تتضمن الأنشطة المتواصلة والمكثفة والتدخل العميق من أجل المساس بقدرات إيران وضربها،

 وهو أمر أصبح يجد قبولا من إدارة بايدن ، ناهيك بدعم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الصلب لـ"إسرائيل" التي تنظر إليها على أنها جزء من الأمن القومي للمنطقة الوسطى في الجيش الأميركي.

 

وبالنظر الى الجانب التركى نجد ان الصحف التركية بدأت بتمهيد النيران بفتح النار على النظام الايرانى ، واتهم الرئيس التركي إردوغان، إيران بالسعي لتقسيم العراق وسوريا.

 

وبالنظر الى تصريحات العاهل الاردنى عن تشكيل ناتو عربى، هنا تضح الصورة أكثر فأكثر وترتفع أصوات طبول الحرب فهل من أحد يسمعها؟!

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات