علي الأصولي
كان الكتاب السوفيت
قبل الثورة الشيوعية بل وبعدها يضمنون آرائهم الفلسفية والسياسية والاجتماعية من
خلال أبطال رواياتهم واحداثها الأدبية، وبذلك يمكن تمرير
الرسائل المراد ايصالها للمجتمع وطبقاته على حين غفلة من عيون القيصر وجواسيسه
الذين ينتشرون في الارجاء، بيد أن هذا الأسلوب من الكتابة وجدناه بوضوح عند
الاتجاهات الفلسفية القديمة بل والإسلامية أيضا عندما
يشعر القلم الفلسفي
بأنه مغترب في الوسط الديني والفقهي،
ومن يحاول أن يكتب
آراءه بصراحة تامة فما عليه إلا انتظار الإضطهاد والتنكيل والتشريد من قبل السلطة
الزمنية وحاشيتها بدفع رجال دين البلاط، ومن هنا وجدنا من يكتب أفكاره ونظرياته
بعد أن تخندق بخفاء العنوان كما هم - اخوان الصفا - وهؤلاء جماعة فلسفية باطنية
إسماعيلية، بالتالي عرف هذا النوع من الكتابات بالكتابات المرمزة كما هي عامة الكتابات
الصوفية،
اتخذت رواية (قواعد
العشق الأربعون) لكاتبتها التركية (إليف شافاك) أسلوب القصة والرواية في تمرير
رؤيتها من خلال ابطالها (جلال الدين الرومي وشمس التبريزي) بعد محاولة ايحاء ذكية
من قلم الكاتبة التركية بأن (الرومي والتبريزي) عاشوا الاغتراب حتى وصل بهم الأمر
الى العزوف عن الرغبة بالنساء، مع إظهار نوع الحب بينهما بشكل غريب!
وهذه الإيحاءات
والإيماءات والترميزات أخذت من اقلام فلسفية وصوفية قديمة كما ذكرنا لتمرير فكرة
ما من خلالها،
فإنت لا تقرأ في هذا
الكتاب (القواعد) إلا العشق الصوفي والفلسفة الإسلامية، التي أطرت كتاب (قواعد
العشق) فكان هذا الإطار محل جذب لطبقات الشباب والقراء الذين وجدوا ضالتهم في مثل
هذه الأدبيات بعد فشل اكثر الأقلام الإسلامية العامة والشيعية في لفت انتباه هذه
الطبقة، ودونكم منابرهم التي كثر فيها (الخبن) على قدم وساق،
وكيف كان: لا أعرف
الطريقة المولوية الصوفية التركية ما هو موقفها بعد ظهور الكاتبة وهي في مهرجان
وكرنفال داعم للشذوذ وهي تلوح بشارتهم ( علم ذات الوان الطيف(
نعم" أيها
السادة الغرب يؤكد أن علموا شبابهم تعاليم ابن عربي على ما ذكر السيد الشهيد الصدر
الثاني، ومعهد راند يحث على إبراز تعاليم جلال الدين الرومي وبيانات التبريزي نحو
تأسيس الدين الإبراهيمي الجديد في الشرق الأوسط والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات