آخر الأخبار

لهم فضل وليس لهم منة

 

 


 

عز الدين البغدادي

 

 

قبل سنوات كتبت منشورا بعنوان "لنا حشدنا ولكم حشدكم"، تحدثت فيه عن الفارق بين الحشد المجاهد وبين بعض القادة الفاسدين. فقد كنت ولا أزال أفرق بين الحشد وأبنائه الطيبين الشرفاء وبين القادة الذي صار فسادهم معروفا للقاصي والداني. لا استطيع إطلاقا أن أنكر فضل أبناء الجنوب وطلبة الحوزة العلمية الذين تدافعوا إلى الموت وسطروا أعظم الملاحم دفاعا عن وطنهم وشرف أهلهم.

 

كان لي شرف المشاركة في تحرير عدة أعداد مجلة "قوافل النور" تبرعا، وهي التي حكت قصص شهداء الحشد، كنت أقرأ قصصا عجيبة عن أبطال أسطوريين، وحقيقة كنت أرجع إلى البيت تضع زوجتي الطعام بين يدي فأحدثها عن بعض تلك القصص فأختنق بعبرتي وتمتلئ عيني بالدموع وأنا أتذكر تلك القصص، عوائل خرجت بكاملها للجهاد: أحدهم ترك عمله أتدري ماذا كان عمله؟

 

يخرج مع أبيه لجمع القواطي ليدافع عن وطن لم يجد فيه أي شيء.

 

وآخر (أتذكر أنه من أهل خانقين) حاصره الدواعش في بيت ورفض أن يستسلم واتصل بأبيه ليخبره بأنه في آخر لحظات حياته فيسأله أبوه: هل العلم العراقي معك؟

فيقول له: نعم، فيقول له: تحزم به ولا تسلم إليهم نفسك حتى تقتل، وآخر ترك عدة بنات وآخر ترك أطفالا مرضى بمرض وراثي، وآخر هو الابن الوحيد لأمه بعد سبع بنات، وغيرهم وغيرهم من قصص البطولة، تلك البطولة التي قطف ثمارها آخرون.

 

نعم، لهم فضل لكن ليس لهم منة، ابن البصرة لا يمن على ابن الأنبار عندما دافع عنها، فمن قبل دافع ابن الأنبار أيضا عن البصرة….

 

رحم الله شهداء الحشد الشعبي


لن ننسى فضلكم

إرسال تعليق

0 تعليقات