عبد القادر الحيمى
التقراى مابين دولة
مستقلة أو اتحاد كونفدرالى مع إثيوبيا
أعلن أمس فى " مغلى"
جيتاتشو ريدا الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير التقراى عن تشكيل وفد يضم أعضاء
رفيعي المستوى للتفاوض مع الحكومة الإثيوبية، لكن مع ذلك لم يذكر أسماء أعضاء
الوفد، وقال إننا سنرسلهم إلى نيروبي حيث تعقد جلسات المفاوضات.
هناك خلاف واضح لاح
من البداية فى امتداد لحدة الصراع واتساع هوة الخلاف بين أطراف التفاوض.
الحكومة الإثيوبية
تريد ان يكون الاتحاد الإفريقي وحده هو الطرف الوسيط بين الجانبين تبعا للنهج الذى
تلتزم به الحكومة الإثيوبية ( حلول افريقية لمشاكل افريقيا).
لكن جبهة تحرير
التقراى TPLF ترفض وساطة الاتحاد الإفريقي جملة وتفصيلا،
وصرح جيتاتشو ريدا لوكالة فرانس بريس: سيكون تصرفا غير مسئولا بالنسبة لنا لتقديم كل
أجندة التفاوض للاتحاد الإفريقي ). وكانت الجبهة الشعبية لتحرير التقراى TPLF قد أعرب عن موقفه بعدم ثقته فى الاتحاد الإفريقي الذى
ينحاز للحكومة الإثيوبية ، وكان فى ذلك
يشير بوضوح الى وسيط الاتحاد الإفريقي
" اولوسيغون اوبوسانقا) والذى كان يتنقل بين أديس أبابا ومغلى للعمل على وقف إطلاق
النار . فطالبت الجبهة بان يكون الرئيس الكيني اوهورو كينياتا وسيطا رئيسيا بين
الطرفين مع الاتحاد الإفريقي. وفى خطاب مفتوح سابق طالب رئيس حكومة التقراى
الدكتور دبرصيون جبراميكائيل ان تكون الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبى
جزءا من الوساطة والتى تريد الحكومة الإثيوبية ان تكون مقصورة فقط على الاتحاد
الافريقي الذى يتهمه التقراى بتبنى وجهة نظر أديس أبابا.
وفى تطور لاحق صرح
جيتاتشو ريدا تبعا لوكالة الأنباء الإثيوبية :
سيكون هناك استفتاء
فى إقليم التقراى ليقرر الشعب تكوين دولة مستقلة عن إثيوبيا أو تشكيل اتحاد
كونفدرالى مع إثيوبيا .
لايزال الطريق شائكا أمام
المفاوضات وجلوس طرفى النزاع على الطاولة فى نيروبى ، فقد أعلن التقراى أنهم لن
يحضروا للتفاوض مالم تعيد الحكومة الإثيوبية خدمات المصارف وخدمة الاتصالات وشبكة
الانترنت وشبكة الكهرباء للاقليم المحاصر زهاء السنتين .
وضع التقراى شروطا
غير قابلة للتفاوض وأهمها عدم تفكيك وتسريح جيشهم لأنه الضمان الوحيد لبقائهم .
إعادة المناطق التى
احتلها وضمها الامهرة إليهم وهى غرب التقراى ( الوالقاييت) وبعض مناطق رايا.
إجراء استفتاء لتقرير
المصير .
تشكيل لجنة دولية
للتحقيق فى جرائم الحرب التى ارتكبت فى التقراى ومحاسبة مرتكبيها .
تترأس الجبهة الشعبية
للتقراى TPLF فصائل مسلحة لأحد عشر إقليما إثيوبيا ( الجبهات
الإثيوبية للكونفدرالية والفيدرالية) وذلك لإعادة نظام الحكم الفيدرالى لتلبية
مطالب الأقاليم. واهم أجندة المفاوضات هو تكوين حكومة انتقالية للاعداد للانتخابات
العامة . لذا من غير المعروف هل سيتضمن أعضاء وفد التفاوض ممثلين لتلك الأقاليم أم
لا ؟
كان من المقرر ان
تعقد المفاوضات نهاية شهر يوليو الحالى فى نيروبى لكن يبدو ان اشتراط التقراى بإرجاع
شبكات الاتصال والمصارف والكهرباء أجلت انعقادها.
بالنسبة لأبى احمد
خياراته معدومة وليس أمامه سوى التفاوض مع التقراى لإيقاف النزيف الذى سببته الحرب
الأهلية والاضطرابات التى رافقتها وعصفت بالأقاليم الإثيوبية ، ويجد معارضة واسعة
من الوحدويين الامهرة والذين يعترضون ويقاومون التفاوض مع المعارضة المسلحة الإثيوبية
بكافة فصائلها وعلى الرغم من ابى احمد أقصى الآلاف منهم من الحزب الحاكم والجيش والأمن
والدولة ، الا انهم لا يزالون يمثلون تاريخيا " الدولة العميقة " فى
الدولة .
0 تعليقات