على الأصولي
الحكم على الشخصيات
التاريخية فرع الإحاطة بالشواهد والقرائن والنصوص الشرعية مع فرض الوجود، وهذا ما
يعبر عنه بالسيرة والمسيرة، وأما إقتناص نص تاريخي ما، ومحاولة تقديمه للقراء كأنه
مم النصوص المحكمة، فهذا يرجع أما لخبث او جهل في المنهجية،
مثلا" لو وجدت
نصا مادحا لمسلم بن عقيل "رضي الله عنه" مفاده" وإني باعث إليكم
أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل، ووجدت بأنه منقول من المؤرخ الطبري [
ج4 ص262] والدينوري في [الأخبار الطوال ص230] وابن قتيبة في [الإمامة والسياسة] وغيرهم،
بل ووجدت النص كذا منقول في [الإرشاد] للشيخ المفيد وغيره، فلا شك سوف تحاول أن
تتفحص صحة النص المنقول مع السيرة والمسيرة، لترى صدق النص كشاهد تاريخي على صحته،
وأما أن تجد نصا
صادرا من الإمام الحسين "عليه السلام" مفاده وصف أخيه وابن عمه وثقته من
أهل بيته " بالجبن" فسوف تحاول عرض النص على السيرة والمسيرة لترجيح
صحته كونه يوحي لمعارضته الضمنية لنص التوثيق المتقدم لمهمة السفارة وأخذ البيعة
المستلزمة للشجاعة،
نعم" حاول العسر
ميثاق، الاستعانة بنص منقول من [الأخبار الطوال" حاصله توصيف مسلم بن عقيل من
قبل ابن عمه الحسين بن علي "عليه السلام" بالجبن، وكان حريا بالخصم، أن
يلاحظ إن "مضيق الخبت" الذي بعث منه مسلم رسالته بعد موت الدليلين، يقع
ما بين مكة والمدينة بحسب ما نص عليه "الحموي" صاحب البلدان" في
حين أن الرواية التي أريد سوقها أو تسويقها على مدعاه تنص على أن استئجار الدليلين
من يثرب، بالتالي موت ادلاء الطريق لم يكن بين مكة والمدينة، بل بين يثرب والعراق،
بيد أن رحلة الذهاب والإياب تستغرق قريب عشرة أيام، في حين أن مسلم خرج من مكة في
اليوم الخامس عشر من شهر رمضان ووصل للكوفة في الخامس عشر من شوال، ومجموع أيامه
عشرين يوما، فكيف نحتسب مدة عشرة أيام من إرسال رسالة من مسلم بن عقيل" رضي
الله عنه" وجواب الإمام الحسين "عليه السلام" بتعبير آخر على على
فرض صحة مكان "مضيق الخبت" ما بين المدينة والعراق، وإرسال رسالة منها
للإمام الحسين "عليه السلام" والتي تستغرق عادة عشرة أيام ذهابا وايابا،
فكيف دخل مسلم بن عقيل "رضي الله عنه" للكوفة بهذه السرعة التي اتفق
عليها من اُرخ تلك المرحلة فليلاحظ
.
0 تعليقات