آخر الأخبار

علي طريقة شجيع السينما






 

حمدى عبد العزيز


2
يوليو 2022

 



غداة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان كتبت مامفاده بأن حسابات الجيل الجديد لطالبان لم تعد هى نفس حسابات جيل تأسيس طالبان كحركة تحالفت مع القاعدة في الهيمنة علي السلطة التي سقطت عقب تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ثم الاحتلال فالانسحاب الأمريكي كنهاية لمرحلة من مراحل التاريخ الأفغاني الحديث كانت قد بدأت منذ بدايات ثمانينيات القرن الماضي .

 

وأنه قد جرت في الأمور أمور منها مايتعلق بتعمق شبكة علاقات طالبان بالصين حتي في ظل احتلال القوات الأمريكية لأفغانستان ، وهو ماظهر بعد الانسحاب الأمريكي .

 

وكتبت عن التناقضات التي بدأت تتعمق بين طالبان والقاعدة في ظل حسابات نسخة طالبان الجديدة التي تحاول ترسيخ هيمنتها الجديدة علي أفغانستان في ظل محيط إقليمي ودولي متغير عن الوضع الذى كان عليه قبل سبتمبر 2001 ، وطالبان الآن كسلطة حاكمة لديها العديد من الاتفاقيات والتعهدات الإقليمية تريد حمايتها والمحافظة عليها لأنها تحقق مصالح حيوية لطالبان ، وتحقق شروط مهمة لاستقرارها في حكم أفغانستان ..

الخلاصة الآن

 

أن مقتل أيمن الظواهري يعالج إشكاليات كبري لطالبان ويساهم في المزيد من إضعاف تنظيم القاعدة وبالتالي دفعه إلي هامش غير مؤثر في معادلة الحكم الأفغاني ويريحها من مزايدات رفاق الأمس حول قضايا حكم الخلافة الإسلامية ومزاحماتهم لطالبان في مشروعها للهيمنة الطويلة علي الحكم دون منغصات داخلية وتوترات إقليمية خصوصاً أنها تجاور دولة قطبية عظمي كالصين التي أصبحت لها العديد من المصالح (الحيوية البنيوية) داخل أفغانستان ينخرط الغاطس الاجتماعي لطالبان فيها وبالتالي لايمكن لها أن تفرط فيها أو أن تعرضها للخطر أو لاحتمالات أي اهتزاز مستقبلي ..

 

لذا فإن طالبان ستكون من أكبر المستفيدين من مقتل الظواهري حتي وإن أصدرت بعض البيانات المنددة الغاضبة حول اختراق أجواء أفغانستان ..

 

وهنا يقفز السؤال

 

وماهي مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية في قتل أيمن الظواهري ، ولماذا اختارت هذا التوقيت بالذات لتنفيذ عملية قتل زعيم القاعدة ؟

 

الولايات المتحدة الأمريكية اختارت قتل الظواهري كحدث تنقذ به مؤسسات الدولة شعبية رئيسها المنهارة وصورته الضعيفة المهزوزة لدي الشعب الأمريكي والعالم بعد الحرب الأوكرانية ، كذلك محاولة التحسين من صورة أمريكا في لحظة تاريخية بدت فيها معالم تراجع قوتها وتراجع انفرادها بالهيمنة علي العالم واضحة للجميع فكان ضرورياً أن تقوم بشئ ما ولو عبر هذه الضربة التي تعد حدثاً إعلامياً غير مؤثر في صراعها من أجل التشبس بوضعية القطب الأوحد المهيمن ، ولتثبت لأوربا أنها لاتزال تملك أذرعه طويلة وحاسمة تضرب بها وتصيب أهدافاً في مقتل

 

ولو علي طريقة (شجيع السينما) التي أكل عليها الدهر وشرب

 ..
___________

إرسال تعليق

0 تعليقات