عز الدين البغدادي
اعرف ان كثيرا من
الصدريين يحبون ان يسمعوا من الكلام ما يعجبهم فقط، لكن كما قيل: صديقك من صدَقك
لا من صدّقك. بلا شك فإن التيار الصدري كان له شرف المقاومة منذ بدء الاحتلال في
وقت كان كثير ممن صار الآن يدعي
المقاومة يرفضون استعمال بل
سماع كلمة "احتلال" لكن هناك أمور لا بد من مراعاتها في أي تحرك، وهي:
أولا: ممارسة عملية
نقد حقيقي للمرحلة السابقة بشفافية وصدق، وليس بشكل تجميلي، واعتراف التيار بأخطاء
المرحلة السابقة وكشف ملفات الفساد في التيار لا سيما في وزارات الصحة والنقل
والكهرباء وغيرها.
ثانيا: إعلان موقف
صريح ضد العملية السياسية بما فيها السلطات التشريعية والقضائية، وكذلك التنفيذية
التي يرأسها مصطفى الكاظمي، وعدم التغطية عليه.
ثالثا: وضع رؤية
محددة واضحة، تقوم على أساس إنهاء العملية السياسية الحالية والبدء بالتأسيس
لمرحلة جديدة تقوم على أساس المواطنة، وحذف مفردات الطائفة والمكون والمذهب من
الخطاب السياسي بشكل تام.
رابعا: تشكيل جبهة
وطنية واسعة يمكن ان يكون للتيار قيادتها بحكم ثقله الاجتماعي والجماهيري، على ان
ينبثق منها مجلس
للشورى لتحديد الأولويات وطرق
العمل وعدم حصر القرار بيد التيار.
خامسا: ترك أسلوب
الترهيب لكل من ينتقد التيار او قياداته، وهو ما يظهر واضحا في التسجيلات التي
تظهر لأشخاص يتعرضون لاهانة أو ضرب او يجبرون على الاعتذار بطريقة مهينة.
هذه هي أهم النقاط
التي لا بد من اعتبارها والنظر إليها والعمل وفقها حتى يمكن أن يلتف الناس بشكل
أكبر حول الحراك لكي لا تتكرر حالات انسحاب التيار بعد اتفاقات تحدث هنا او هناك.
ان ما نطرحه هو رؤية
ونصيحة قائمة على قراءة واقعية ووطنية، ليست انفعالية ولا تحريضية على أسلوب بعض
الفضائيات التي نحذر منها والتي تحاول اثارة الفتن هنا او هناك بهدف تمرير مؤامرات
الأقلمة التي تسعى اليها جهات سياسية مشبوهة ومعروفة. ونحن نجزم بأن اتخاذ مثل هذه
الخطوات سوف يجمع الجماهير خلف هذا المشروع بشكل كبير بما فيها جماهير بعض الاحزاب
الفاسدة. وبخلاف ذلك فلا يمكن لكثير من العقلاء ان يؤيدوا مشروعا بغير رؤية
مستقبلية واضحة لا سيما مع وجود تجارب سابقة غير مشجعة.… والله من وراء القصد
0 تعليقات