آخر الأخبار

لا عودة لنقطة الصفر ولا حرب الإخوة المؤجلة : ماذا حدث فى العراق ليلة أمس؟

  

 


 

محمود جابر

 

خطاب مقتدى الصدر، كان قاطعا، ومفسرا لما حدث بالأمس، فقد وصف ما حدث بالفتنة، وان القاتل والمقتول فى النار، وقد تأسف للشارع العراق...

 

ما حدث بالأمس وما انتهى إليه اليوم، ليس عودة لنقطة الصفر، وليس قتال أخوة مؤجل، كما وصفه الصديق الدكتور عز الدين البغدادى، ولكن ربما هو اقرب لما وصفه البروفسور نديم الجابرى، وأقول أقرب لان الصدر، أراد أن يصدر ذلك للإعلام وللناس، ولدوائر صنع القرار.

 

منذ ان استقال الحائرى عن المرجعية، والتى كانت – شكلا- يرجع إليه جموع الصدريين، وحتى يقطع مقتدى عليه وعلى من احال عليه التقليد – الخامنئى- أو حتى السيستانى، فقد أراد الصدر ان يقول للجميع انه – وحده- يملك تحريك الجموع بعشرات او مئات الآلاف، ويستطيع ان يجعل هذه الجموع تسيطر على كل مفاصل الدولة، وانه يستطيع أن يجول هذا الاحتشاد الى حرب بالسلاح الخفيف، ويستطيع أن يجعلها حربا بالسلاح الثقيل.

 

وكما انه يستطيع ان يفعل ذلك يستطيع ان يأمر تلك الجموع المسلحة والمحتشدة ان ترجع فى 60 دقيقة !!

 

وان ينهى الحرب فى ظرف ستين دقيقة...

 

مقتدى الصدر تنازل عن منصبه كزعيم للتيار الصدر، لان التيار أصبح كيان اصغر من اين يكون زعيمه رجل بوزن الصدر الذى يملك أكثر من غيره ان يفعل ذلك ان يشعل حربا فى لحظة ويوقف الحرب فى ساعة واحدة.

 


هوية أحد القناصة الايرانيين المقبوض عليهم


مقتدى استدرج الجميع حينما ظن الكل ان ما قبل أربعينية الإمام الحسين التى يحتشد لها جموع المؤمنين هذه الأيام وسوف ينتظر مقتدى خلال هذه الفترة لن يفعل شىء، وسوف يستعين الإطار خلال تلك الفترة بمجموعات إيرانية ومستشارين يمكن ان يعاجلوا مقتدى فور انتهاء الزيارة، ومن هنا استدرجهم مقتدى وكشف عن عددهم من خلال ما جرى من اشتباكات وأظن انه استطاع ان يقبض على اغلبهم وسوف يجرى التفاوض عليهم فى الخفاء ويفرض مقتدى شروطه من اجل الإفراج عليهم، ولهذا أعاد مقتدى وصف هذه الميليشيات بالوقحة .

 

 

وقاحة الميليشيات تعنى وقاحة من يدعمها ويدربها ويمولها ويستعين بها، وهذا خط فاصل بينه وبين هؤلاء الذين توعدهم بالعزل السياسى، ومعهم الطرف الثالث الذى أشار له والذى يعرفه الجميع، مقتدى اراد ان ينقل صورة للعالم انه قادر ويستطيع وهو قائد وزعيم ليس لتيار ضمن مجموعة من التيارات العراقية، بل هو زعيم العراق الأوحد، القادر على إعلان الحرب والسلام، والذى يمتلك جموعا طائعة طوع بنانه يمتثلون لأمره ولا يعصون .

 

إذا القادم هو قبل الإعلان عن موعد الانتخابات، سوف يتم حل البرلمان، والسير فى تأسيس هيئة عراقية تضع دستورا جديدا، وأنا على يقين ان الدستور الجديد سوف يكون دستورا رئاسيا يحافظ على هيبة العراق وفيدراليته فى آن واحد، ولكن هذا الدستور سوف ينهى المحاصصة، ولكن الجديد ان مقتدى الصدر سوف يحتفظ فى هذه الوثيقة الدستورية بمكانه غير قابلة للمنافسة او التبديل، منصب يحافظ على تعدد قوميات العراق وشيعيته ليكون مقتدى ولى امر الإسلام والمسلمين فى العراق الجديد ...

 

وهذا ما سوف تكشف عنه الأيام، واستطاع مقتدى ان يؤكده ويطمئن كل شركاء العراق سواء فى الإقليم أو خارجه ... وان تغيير النظام مسألة وقت ولن يكلف العراق لا دماء ولا حربا أهلية ولا قطع إمداد البترول الذى لا يتحمل العالم الآن قطع أمداد بترول بلد كالعراق .....

 

إرسال تعليق

0 تعليقات