آخر الأخبار

التنويريون .. والإسقاطات الماضوية .. ميثاق العسر أنموذجا ..

 




علي الأصولي

 

وضع أئمة الدين [النبي وخلفاءه] قواعد سيالة للشريعة وأخرى ثابتة بإيحاء سماوي بلحاظ مقولة الخاتمية المتمثلة بالإسلام. بالتالي محاولة جعل مقولات الدين السيالة وغير السيالة بخانة واحدة ومحاكمته جهل بنفس الدين وبياناته.

 

اتخذ ميثاق طالب العسر الخاقاني وهو أحد مقلدة أرباب الفكر التنويري [المتطرف] منهج المقارنة. مقارنة الحاضر بثقافاته المتعددة وأعرافه المتنوعة وتقاليده المتباينة لمحاكمة التاريخ الماضي للإسلام خاصة في قرونه الأربعة التي امتدت من زمان نبي الإسلام إلى آخر إمام عند الأنثى عشرية الإمامية. بعد عرض قواعد التعامل والاشتباك بتلك التقاليد السائدة المعمول بها في طول عرض التجمعات الإنسانية آنذاك على الواقع وثقافات الأمم المعاصرة. مع أن المقارنة ومحاولة استصحاب ما مضى ومحاكمته مع الذوق الحالي محاولة لا تصدر من مّن يحترم الفكر ومقولة الوعي واحترام التنوير والمضي به قُدما للأمام.

 

الواقع المعاصر تشكل بعد اللتيا واللتي من ثورات معرفية ومدارس فلسفية وأخرى أخلاقية ومذاهب سياسية واقتصادية حديثة. لا يمكن أن تجعل منه ومن فكر ماضوي مقارنة ومفاضلة. فالمولود في تلك القرون وظروفها وعواملها ومؤثراتها لا يمكن أن تجعله في ميزان النقد وفق أدوات ونظريات ولدت لاحقا. لأن طبيعة المقارنة والمفاضلة تنم عن خلل بالفهم من جهة والمنهجية النقدية العلمية من جهة أخرى. بل لا يمكن أن تذهب في مقارنات ومقاربات حتى من ولدوا في زمان وأحد بنقس العصر إذ أنه من الإجحاف أن تجعل الفرد العراقي المولود في ظروف نظام قمعي سابق وإرهاب لاحق أن تجعل منه مادة للمقارنة العلمية مع مولود ولد في بيئة وثقافة ونظام آخر كما في أوروبا على سبيل الفرض. فكيف بمحاكمات بين أفراد لا يجمعهم سوى الدين مع فارق التاريخ. وكيفما كان: كان على العسر أن يسلط الضوء نقدا على المقولات بغية إسقاطها من الاعتبار بشرط كون هذه المقولات نعتبرها سيالة لها إطلاق إزماني بقضها وقضيضها. والحقيقة أن المقولات ليس كلها من هذه الحصة بل جملة منها تنتسب إلى المقولات التاريخية والتي تموضع في تاريخها وظروفها التي ولدت بها فهي ليست من حصة السيالة بالتالي جعل الكل. كل المقولات في خانة أو سلة واحدة مرجع هذا الفهم والجعل أما الجهل أو الخبث في التعمية ولا ثالث ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات