عز الدين البغدادي
أمس القي السيد مقتدى
الصدر زعيم التيار الصدري كلمة هامة، فبعد ان ساد تصور بأن الأمور بين الطرفين
تتجه نحو التهدئة وأن الصدر كان يمارس ضغطا للحصول على مكاسب جديدة فاجأ السيد
الصدر الجميع بخطاب رفع مستوى التوتر بين الطرفين وساهم في إعطاء أنصاره إضافة
معنوية جديدة. وقد أعلن أن "الحل في الحل" أي حل البرلمان وإجراء
انتخابات جديدة.
الا ان زعيم التيار
لم يذكر أي شيء عن الدستور وتغيير النظام السياسي، رغم ان الكل يعرف بأن المسالة
ليست مسألة أشخاص بل مسألة نظام سياسي انتهت صلاحيته تماما رغم أنه لم يكن نافعا
في أي وقت.
إعادة الانتخابات مع
تكاليفها الهائلة جدا التي تقدر بمبلغ 300 مليون دولار (450 مليار دينار) امر صعب
ومكلف، فالقوى السياسية هي هي، وكل منها لها جمهورها وأساليبها في كسب الأصوات،
هذا فضلا عن ان الجهة المقابلة أي الإطار لن تقبل بأي إعادة للانتخابات الا بتغيير
قانون الانتخابات الذي يرون بأنه مصمّم وفق مصلحة التيار الصدري، وبالتالي لن
يوافقوا على إجراء انتخابات دون تغيير وأيضا تغيير مفوضية الانتخابات. مع ان من
المحتمل جدا ان يرتبوا أمورهم بشكل أفضل مع هذا الوضع المهين الذي وقعوا فيه بحيث
يحصلون على نتائج أفضل.
كل الشعب تقريبا مع
تغيير النظام السياسي، لكن لا بد ان تكون هناك رؤية واضحة حتى عند الجمهور وان لا
يبقى التحرك وفق تعليمات آنية تتغير استمرار.. لا زلت اعتقد ان النظام السياسي
انتهى ليس أخلاقيا ومنطقيا فقط، لكن الأهم أنه فقد القدرة على الترقيع أو الإقناع،
ورغم ذلك بقي التوقيع على شهادة وفاته رغمي أني اعلم ان الأمر لن يكون سهلا…
والله المستعان
0 تعليقات