بقلم/النائب
عاطف المغاورى
عضو مجلس النواب المصرى
تمكنت آلة الكذب والخداع والتزييف الصهيونية ومن يدعمهاعلى مدارمايصل الى
قرن من الزمان او يزيد،حيث بدأت بالترويج لمقولات(شعب بلا ارض لارض بلا شعب)وصدور وعد
بلفور المشؤوم١٩١٧، وصك الانتداب البريطانى على فلسطين(الجريمة)١٩٢٢،وصولا الى
صدور قرار التقسيم الظالم والجائر بحقوق الشعب الفلسطينى١٩٤٧.
حتى واصلت نهجها فى التضليل والعمل على الترويج لمظلومية استغلالا
واستثمارا للجرائم التى ارتكبها النازى اثناء الحرب العالمية الثانية بحق كافة
الشعوب،والطوائف التى طالتها آلة الحرب النازية والتى لم تستثنى احد،ومن بينها
المحرقة(الهولوكوست) والتى تم من خلالها
ابتزاز الشعب الألماني تحت مايسمى التعويضات،وعلى أساس أن الكيان الصهيونى
هو الوريث الشرعى لليهود الذين خضعوا للمحرقة؟!؟!ومعها صدرت التشريعات والقوانين
فى أوروبا لتجريم ومعاقبة كل من يتجرأ على مجرد النقاش حول المحرقة سواء كانت
المحاولات بحثية تاريخية اواكاديمية للبحث فى حقيقة الامروتحت مسمى (جريمة إنكار
الهولوكوست)وزيادة على ذلك جريمة معاداة السامية،والحاقا ان معاداة الصهيونية يعنى
معاداة السامية(تصريح سابق للرئيس الفرنسي ماكرون).
وتفجرت القضية من جديد مع سبق الإصرار والترصد فى ختام زيارة الرئيس
الفلسطينى محمود عباس(ابومازن) لبرلين للبحث فى الشأن الفلسطيني وحث الألمان على
اتخاذ المزيد من المواقف والإجراءات التى من شأنها دعم الدبلوماسية الفلسطينية
للحصول على دولة كاملة العضوية بالامم المتحدة، واثناء المؤتمر الصحفى المشترك مع
المستشار الألماني ولما هو متبع فى كل الزيارات الرسمية تم توجيه سؤال ملغوم الى
السيد الرئيس ابومازن يطلب رأيه فى حادث ميوينخ والتى حدثت منذ٥٠ عاما اى فى عام ١٩٧٢.
وكان رد الرئيس ابومازن متسقا وطبعيا ولائقا بخبرة ابومازن النضالية ولكونه
يحمل هموم ومعاناة شعبه منذ الارهاصات
الأولى لوقوع النكبةفى١٩٤٨ والتى اطاحت بكل امال وطموحات وأمن واستقرار الشعب الفلسطينى من شعب يعيش
مثله مثل كل شعوب العالم الى شعب يفقدكل شئ ويتحول الى اللجؤ والشتات ومن بينهم ابو مازن وعائلته
مثلهم مثل عموم الشعب الفلسطينى،ويحمل فى ذاكرته المحفور بها المجازر والمذابح
التى التى ارتكبتها العصابات الصهيونية وفى حماية ودعم سلطة الانتداب البريطانى
على فلسطين منذ١٩٢٢، الدولة الراعية للمشروع الصهيونى بوعدها المشؤوم لوزير
جارجيتها(بلفور).
وكانت إجابة الرئيس ابومازن على السؤال الملغوم ومن منطلق إيمانه ببشاعة
وفظاعة المحرقة(الهولوكوست)والتى حدثت خلال سنوات الحرب العالمية الثانية من ١٩٤٩الى
١٩٤٥لذلك استعارها للتعبيرللتعبير عن بشاعة وفظاعة الجرائم التى ارتكبتها
الصهيونية ليس خلال سنوات معدودة وانتهت ،بل الجريمة الواقعة بحق الشعب الفلسطينى
على مدى زمنى اختصره السيد الرئيس بتحديده(١٩٤٧ )ولم يحدده ب١٩٦٧ ولا قبل ١٩٤٧
وذلك تأكيدا على مدى الجريمة الاممية التى ارتكبت بحق الشعب الفلسطينى فى ثانى
تعامل اممى مع القضية الفلسطينية وذلك من خلال قرار (١٨١)لتقسيم فلسطين بقسمة
ظالمة تقتلع اصاحب الأرض لتمنحها للغرباء،وهو ماأرادالمجتمع الدولى التعبير عن
احساسه بالذنب والجرم الذى مثله القرار بحق الشعب الفلسطينى وعن مالحق به من ويلات
الخطأ الخطيئة بجعل يوم٢٩نوفمبر/تشرين الثانى يوما عالميا للتضامن مع حقوق الشعب
الفلسطينى الغير قابلة للتصرف،وكان رد السيد الرئيس على السؤال الملغوم ان إسرائيل
ارتكبت اكثر من (٥٠)هولوكوست منذا١٩٤٧ بحق الشعب الفلسطينى،وعلى اثر ذلك ثارت
ثائرة ابواق واعوان الصهيونية،ومعها ردات ألمانية غير مبررة تشيطن الفلسطينى،وتقلب
الحقائق وتجعل من الضحية جانى،ومن الجانى ضحية،،وتطالب المجنى عليه بأن يتألم
لضحايا الجانى بدلا من ان يعبر عن الام
ومعاناة وحياة اللجؤ والشتات لشعبه، هو مايتنقاض مع الطبيعة الانسانية،وكل ذلك لم
يكن عفويا ولكن ضمن سيناريو معد مسبقا لأجهاض نتائج زيارة ابومازن لألمانيا
وماتعنيه للحركة الصهيونية،ولافشال جهود الدبلوماسية الفلسطينية ،ومع تنامى
الحركات المناصرة للحق الفلسطينى وفى اوساط لا يستهان بها فى أوروبا وفى القلب
منهاحركة المقاطعة الأكاديمية والمنتجات الاسرائيلية وخاصة التى تنتجها
المستوطنات،والذى زاد من شراسة الحملة استخدام الرئيس ابومازن مصطلح (الهولوكوست )للتعبير
عن المأساة الفلسطينية بفعل الجرائم الصهيونية التى كانت تتولاها العصابات
الصهيونية حتى تمكنت من اعلان الدولة التى لم تتخلى عن اسلوب ونهج العصابات نظرا
لان العصابات هى نفسها التى أصبحت دولة ،وقادة العصابات هم ذاتهم قادة الكيان
منذالاعلان وحتى اليوم بقدها وقديدها،مما يسقط المظلومية التاريخية التى تستند
عليها الحركة الصهيونية فى ابتزاز الشعب الألماني وكافة الشعوب الاوروبية،مما يعنى
فقدانها الكذبة والخديعة الكبرى التى تكتسب إسرائيل بموجبها الحماية والدعم
والمساندة،وحمايتهامن العقاب على كافة جرائمها بحق الشعب الفلسطينى دونا عن كل
مناطق الصراع فى العالم وتتجلى فيها الكيل بمكيليين،والتغاضى عن عدم انصياع دولة
الارهاب الصهيونى للقانون الدولى ومقرراته ذات الصلة بالصراع العربى الصهيونى وفى
القلب منه الصراع الفلسطينى الاسرائيلى.
وفى محاولة للبحث فى جرائم ومذابح الكيان الصهيونى بحق الشعب الفلسطينى
تعذر علينا أن نوردها ضمن المقال لاستحالة ذلك نظرا للحجم المخيف عى مدار سنوات
الصراع المباشر مابعد١٩٤٨ وماقبلهاحتى سنوات ومابعد اوسلو١٩٩٤ كلها تمثل مايحتاج
الى عمل موسوعى يوثق جرائم الكيان الصهيونى بالتواريخ والمواقع وشخوص الجناة الذين
من بينهم قادة الكيان ومنهم من منح نوبل للسلام؟!؟! عدم احترام الكيان لأى اتفاقات
بل التنصل منها والالتفاف عليها بطريقة مرابى تاجر البندقية لشكسبير،بحيث ازدحمت
الرزنامة بأيام السنة بما تحمل من مجازر ومحارق طالت الكل الفسطينى بحيث لم يسلم
منهافلسطينيوا اللجؤ والشتات ولا فلسطينيومايطلق عليهم٤٨ اوالخط الاخضر؟!؟!وبذلك
استعصى علينا أن نورد حتى ولو بعضامن تلك الجرائم،وبذلك يتحتم علينا أن نوثقها فى
عمل يليق بتضحيات الشعب الفلسطينى وضحاياه فى المعتقلات والسجون الاسرائيلية
وأحكام الإعدام التى تنفذ نهارا جهار وعلى قارعة الطريق حتى بحق المصابين،وأحكام
المؤبد التى تصل الى الخمس مؤبدات مما تعنى الإعدام البطيئ.
وفى مواجهة الهجمة الصهيونية ورداتها الألمانية على الرئيس ابومازن والتى
تستهدف كل ماهو فلسطينى وانقاذ الجانى من حق العقاب والمحاسبة على جرائمه ان تقف
كافة المنظمات والهيئات والشخصيات العربية والدولية التى تناصر الحق الفلسطينى
تقديم الدعم والمساندة للرئيس الفلسطينى والقضية الفلسطينية لتجاوز وافشال تلك
المؤامرة وتحويلها الى مكاسب تزيدمساحة التأييد الدولى للحق الفلسطينى وكشف
المسكوت عنه دوليا الا وهى الجرائم والمذابح التى ارتكبتها الصهيونية واداته
إسرائيل منذ ماقبل الدولة ومابعدها وحتى اليوم وخضوعها للتحقيق والمحاسبة انصافا
للحق الفلسطينى،والعمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى فى أماكن تواجده
تجمعات داخل الوطن وتحت الاحتلال واللجؤ والشتات،والعمل على تنفيذ خطة الطريق التى
سبق أن طرحها الرئيس ابومازن امام الجمعية العامة للأمم المتحدة وكررها اكثر من
مرة فى عددة مناسبات سواء امام الهيئات الدولية اوالاقليمية والوطنية
الفلسطينيةوذلك من خلال تقديم الدعم والعمل على الترويج لها فى كافة الجهودالمبذولة
فى هذا الطريق
0 تعليقات