هادي جلو مرعي
منذ سنوات والحديث لاينقطع عن اتهامات صريحة
ومبطنة في أحيان عن مشاركة وسائل الإعلام العراقية في الأزمات التي تعصف بالدولة،
وتسبب تصاعد الخطاب الحاد الذي يؤثر أولا في المواطن الذي هو مادة الخطاب وسببه،
والمستهدف منه، ويؤدي ذلك حتما الى حراك جماهيري يتقاطع مع بعضه، ويتحول الى مشكلة
ووسيلة تستخدم في الصراع فيكون الضحية تحت شعار الكرامة والحماية وهو أمر غريب أن
يكون هذا الموطن المكرم ضحية مستمرة لصراعات متكررة غير ذات جدوى تنطوي مع الزمن
وتبقى فقط ذكرياتها التي تلوكها الألسن.
نحن أيضا نلوم وسائل الإعلام ونتهمها
بالإنحياز الى الممول، والداعم وهي تمرر خطاب الجهة الراعية، وبالتالي فمن
الجدير بنا أن نتوجه الى الجهات الراعية لتقدم البديل عن الخطاب المتشنج الذي
يتسبب به الفاعل السياسي والتحول الى خطاب معتدل يهدأ من روع الناس ويبدد مخاوفهم
التي تتصاعد كلما نشبت أزمة سياسية يتبادل فيها الأفرقاء الإتهامات والضربات،
ويحيلون الشارع الى ساحة حرب وقد جربنا ذلك في السنوات التي تلت الدخول
الأمريكي الى العراق، وفتحت الباب على مصراعيه لمشاكل لها أول، وليس لها آخر ، وكان
لوسائل الإعلام الدور المتقدم كرأس حربة في المعركة، وكانت المشاكل الطائفية مادة
لبرامج وحكايات وروايات لاتنتهي وتتكرر على الدوام وكنا نتمنى أن نضمن شكلا من
أشكال الإستقلالية في العمل الإعلامي، بينما كان علينا في ذات الوقت أن نفهم أنه
لايمكن التأسيس لإعلام مستقل في ظل الصراع المحتدم ،ووجود رعاة حزبيين وطائفيين
يملكون المال والنفوذ والسيطرة.
تحاول بعض القنوات الفضائية تقديم نموذج جيد في فترة حرجة وقاسية تتشابك
فيها الحوادث وقد تابعت ماخصصته قناة الفلوجة الفضائية من مساحة رأي لشخصيات دينية
ومجتمعية ومثقفين لدعم السلم الاهلي وحقن الدم العراقي والدعوة الى الحوار
والتسامح وحماية مؤسسات الدولة من التعدي وهو على مايبدو نوع من التوجيه المباشر
من إدارة القناة والجهة الراعية والداعمة لهذه المؤسسة التي تفتح الباب لفضائيات
أخرى ووسائل إعلام ومنصات على الأنترنت لتوجيه خطاب واع تتبناه النخب الفاعلة
والقوى السياسية التي وصلت الى مرحلة متقدمة من الفهم للحالة العراقية ومتطلبات
حماية الشعب العراقي من الترهيب والإيذاء والذهاب الى حال الفوضى والضياع والخوف
من المجهول والقادم غير المتوقع وغير المرغوب فيه مطلقا.
0 تعليقات