على الأصولي
في الوقت الذي قررت
أخذ فترة للقراءة والكتابة ومتابعة بعض الشؤونات الخاصة. لا زال بعض الإخوة لا
يستسيغ قبول هذا القرار بمختلف الحجج والمعاذير ومنها التماس رد الإشكالات التي
صدرها نزيل مدينة الضباب. نعم" ليس هناك مساع جادة من الكبار مع إمكان توفير
مساحات واسعة للرد على شبهة هنا او إثارة هناك.
سوى منصة في الشبكة
العنكبوتية يشرف عليها مكتب المرجعية النجفية. والتي لا تختلف هذه المنصة عن غيرها
من المنصات التي اعرفها بالرد أما الضعيف أو الكلاسيكي. نعم" يفترض على هؤلاء
الإخوة أن يرجعوا رموزهم وأقطابهم ومن تعنون منهم بأنهم الحصون ومن يفترض أن يقف
هؤلاء على الثغور بمعزل عن التشبث بالبروتوكولات الٱخوندية والممارسات التقليدية. ولكن
الكلام طويل الذيل ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أفترض الخصم دعوى من
عندياته [من جيب الصفحة] وحاصلها : أنّ أيّ مسلم من غير المذهب الشّيعي سيلعن
إمامك جعفر بن محمّد الصّادق وينصب العداء له ليل نهار إذا ما صدّق وآمن وجزم
بصدور جملة من الرّوايات الصّحيحة بالاتّفاق بموازين المذهب عنه، لكن حيث إنّ عموم
المسلمين يجزمون ويقطعون بأنّ جميع هذه الرّوايات مكذوبة عليه ولا صحّة لها، ويضعّفون
أجلّاء رواة الشّيعة عنه ويحكمون بكذبهم عليه، فمن هنا تراهم يجلّونه ويحترمونه
احتراماً للرّسول، انسياقاً مع شخصيّته الظّاهريّة الّتي عرفوها عنه.
ثم استرسل الخصم
قائلا: ومن هنا تعرف طبيعة المغالطة السّاذجة الّتي يتداولها "شعيط ومعيط
وجرّار الخيط" ويردّدها ضحاياهم باستمرار، والّتي ترى بأنّ عموم أهل السّنّة
لا ينصبون العداء لأهل البيت بل يحبّونهم ويودّونهم، وبالتّالي: فلا يشملهم حكم كـ.فر
ونـ.جاسة النّاصبيّ المجمع عليه بين فقهاء المذهب، وكذا جواز سرقة أموالهم
والاستيلاء عليه عند جمهورهم؛ وذلك: لأنّ أهل البيت الّذين يحبّونهم غير أهل البيت
الواردين في صحاح كتبنا ومصادرنا، ولو صدّقوا بما جاء في كتبنا ومصادرنا عنهم
لنصبوا العداء لهم ليل نهار، فتفطّن وافهم قبل زيادة الجرعة قريباً، ولا تكن من
السّاذجين، انتهى"
أقول: مع إن هذا
الافتراض دعوى طائفية مفادها : بأن أهل السنة لو عرفوا حقيقة أحاديث جعفر بن محمد
الصادق"عليه السلام" فسوف يعلنون عدائهم له شخصا. لأنه بحث في نواياهم
ومآلاتها الافتراضية. أقول" بعيدا عن هذا التهريج لو عرف عوام أهل السنة
والجماعة المعاصرين كل الأحاديث المروية عن الصادق"عليه السلام" وسمعوها
منه شخصيا فلا أقل أما الإنسياق لها وبالتالي الاعتقاد بإمامته أو أن يتخذ هؤلاء
العوام موقف الرفض والإنعزال وربما التبري من الأحاديث التي ألقاها على مسامعهم
جعفر الصادق"عليه السلام" ولا ثالث. وأما إفتراض إعلان النصب والعداوة
والتدين بها فهذه دعوى تبرعية مؤداها معرفة ضمائر الناس ونياتهم.
وكيف كان: أغلبية
احاديث جعفر بن محمد الصادق"عليه السلام" كانت على مسمع ومرأى من
علمائهم وعوامهم قديما وحديثا. وهي لا تخالف ولا تختلف في الجملة ما عليه فقهاء
أهل القبلة بل اعتبروه فقيها له إجتهاداته. وبالتالي هي غير ملزمه لهم ولاتباعهم. نعم"
لو سمعوا أحاديث الفضل والمقامات [وهم قد سمعوا جملة منها] لم يتفاعل أحد منهم
معها بل اعتبروا بأن الرواة مارسوا الكذب على لسان جعفر بن محمد الصادق"عليه
السلام" إلا أنهم لم نر أحد منهم قديما وحديثا تدين بالنصب والعداء على ذلك ..
0 تعليقات