حمدي عبد العزيز
14 سبتمبر 2022
العراق يعاني من تفجر
الأوضاع الاجتماعية نتيجة سياسات الإفقار والفساد الإداري والسياسي لنظام
المحاصصات السياسية والطائفية الذي أسس له برايمر ، وفي حين أن النظام السياسي
العراقي ذاته يمر بأزمة سلطة شديدة الاستحمام ، وهذا كفيل بخلق وضع ثوري
لكن هذا الوضع الثورى الذي يمر
به العراق لايعني على الإطلاق أن هناك عملية ثورية أو أن العراق مرشح لتغيير ثوري
في اللحظة الراهنة ..
على العكس فإن
المأزومية التي ترتبت على عملية برايمر لترتيب الأوضاع السياسية العراقية بعد
انتهاء مهمة الاحتلال العسكري الأمريكي في تدمير بنية العراق قد ضربت النخب
التقدمية في سعيها لتخريب وتشويه الحياة السياسية العراقية وتعبئتها بالمرتشين
والفسدة والمستفيدين من رواتب ومنح الإحتلال الأمريكي ، وكذلك المرجعيات الدينية
التي كان حضورها وتعاظم نفوذها مرتبطا بتوافقات تمت وتتم خارج العراق ، علاوة على
معاناة القوى التقدمية والثورية من سقطات بعض اجنحتها والكثير من عناصرها فى أوحال
عملية برايمر تارة وتارة أخرى في وحل قبول أنصبة من فتات النفط المنهوب بواسطة
قيادات المناطق الكردية ..
لذلك فهناك قصور كبير
يشوب حركة القوى الوطنية الثورية التقدمية العراقية ويجعلها عاجزة عن قيادة أي
عملية ثورية شاملة وتحمل مسئولية أي تغيير ثوري حقيقي ..
بل على العكس فالخوف
كل الخوف من أن تكون الأوضاع العراقية في طريقها إلى الإنزلاق نحو حرب أهلية تأتى
على ماتبقى من العراق ..
وتشابه الظروف
الذاتية للقوي الوطنية التقدمية في العراق من حيث محصلة عدم النضج والهشاشة
القيادية والسياسية مع الظروف الذاتية للقوي الوطنية التقدمية في الغالبية الساحقة
من بلاد المنطقة المتحدثة بالعربية (ان لم يكن جميعها) يطرح تساؤلات عميقة حول
أزمات المنطقة وعدم توافر الشروط الذاتية لإحداث تغييرات أو حتي تراكمات ثورية
حقيقية يمكن أن يبني عليها ، سواء كان ذلك في مرحلة ماسمى اصطلاحاً بثورات الربيع
العربي أو في ظل الأوضاع المأزومة التي تمر بها غالب شعوب بلاد المنطقة العربية
الآن ..
_____________
0 تعليقات