آخر الأخبار

زيارة الاربعين…. رؤية غير تقليدية

  

 


 

 

 عز الدين البغدادي

 

عادة ما يتم الحديث عن زيارة الأربعين من منظور ديني بحت كما شاهدت احد أساتذة البحث في النجف وهو يحث "كل من يؤمن بيوم القيامة" حسب تعبيره على المشاركة الواسعة فيها واستقبال الزوار والقيام بخدمتهم، ورأى ان مزاحمة أي زائر هو من " الظلم الحرام الذي يجازى صاحبه النار" وهو خطاب في غالبه ينطلق من خلفية عاطفية وليست علمية.

 

 بالتأكيد هذه هي الإمكانية المعرفية للخطيب أو حتى الفقيه، فهما لا يختلفان كثيرا في طرحهما في مثل هذه المسائل بسبب غلبة النزعة الصناعة في الرؤية الفقهية من جهة وغياب الرؤية الاجتماعية من جهة.

 

لقد تضخم بشكل كبير في السنوات الأخيرة عدد حملة الشهادات العليا، وأريد هنا أن اخصص الحديث في الدراسات الإنسانية لاسيما الاجتماع والنفس فضلا عن التاريخ أو الاقتصاد. واعتقد أن حدثا كبيرا وضخما مثل زيارة الأربعين كان يفترض أن تتم دراسته بشكل علمي من قبيل: ما هي التأثيرات الاجتماعية لهذه الزيارة؟

 

وكيف يمكن تفسير المشاركة الواسعة فيها وفق المعطيات العلمية؟

 

ما سبب دعم النظام السياسي لها؟ ما هو تأثيرها على سير النظام العام؟ ما هي الكلف الاقتصادية التي تتحملها الدولة من الزيارة وما هي فوائدها؟ هل هناك أسباب مختلفة لأصناف المشتركين في الزيارة؟ ما الذي يجعل كثيرا من الناس يبذلون مبالغ كبيرة في هذه الزيارة؟ وما هي الفئات الأكثر اهتماما بها وتثقيفا لها؟ ما هي إمكانيات المدن التي تستقبل الزوار من حيث السكن أو الخدمات الصحية؟ وهل تؤثر هذه الزيارات ايجابيا أو سلبا عليها؟ كيف ينظر الزوار الأجانب الى هذه الزيارة؟ كم هو عدد حالات الوفيات التي تحدث فيها وما هي أسبابها؟ ما هي السلوكيات أو الظواهر الايجابية أو السلبية التي ترافقها؟ هل يمكن استغلالها اقتصاديا أو إعلاميا؟ وكيف؟

 

أن ظواهر اجتماعية ونفسية واقتصادية وسياسية كهذه كان يفترض أن تدرس بشكل علمي بعيدا عن الأساليب الإنشائية، وبعيدا عن الخطاب التبجيلي المنبري، واعتقد ان الجامعات يمكن ان ترفد الدولة والمجتمع والإعلامي بمعلومات هامة تسهم بشكل ايجابي في خدمة البلد والمواطن.

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات