آخر الأخبار

قراءة فى رواية " صلاة القتلة " الأخوة الأعداء لـ " روبير الفارس

  

 




بقلم / مدحت عدلى

 

إنها رواية رائعة تغوص فيها فى أعماق بحر التاريخ القبطى، لتستخرج وقائع الماضى، وتمزجها بوقائع الحاضر، مزجاً سلساً لا فرق فيه بين ماضٍ وحاضر.

 

كما تتناول كثيراً من قصصه بالنقد على لسان أبطال الرواية، مثل إن كانوا يصنعوا معجزات مع شماس فاسد فلماذا لم يصنعوها مع حاكم فاسد؟!!! ولماذا الأعجوبة حدثت فى الحبشة ولم تحدث فى مصر؟!!! ونقد الفكر الرهبانى على لسان معارضيه، وطلب شفاعة الملائكة والقديسين، والاعتماد على زلات آباء الرهبنة كرئيس المتوحدين ليبرر فعلته على أنها زلة كزلات الآباء.

 

ولا يفوتنى أن أثنى على الترتيب الزمنى للأحداث الواقعة فى حياة داود النبى والملك، فقد قمتُ بعمل هذا الترتيب وأعلم مقدار ما يتطلبه من مجهود ذهنى.

 

وقد خلصتَ إلى تشخيص الأقباط تشخيصاً دقيقاً بأنهم يعشقون الإعجاز لجفاف أيامهم وعجز أحلامهم وقسوة واقعهم.

 

والإشارة واضحة فى الأسماء، فالمدعو شعش يشير إلى إشعياء، وفوفو يشير إلى فلتاؤوس، وزو يشير إلى زينون، وروميو يشير إلى الأنبا إعلام قبطى، وإن كان خيالى شطح بى إلى أن من كان وراء شعش الأنبا بيش سلطة قبطية، ومعه مجموعة الإخوة الأعداء العاملين بمبدأ فرق تسد العميق، لأن الأنبا إبيفانيوس سينتزع السلطة من يد الأنبا بيش، وخصوصاً فى ملف الحوارات المسكونية، فالرجل عاقل ومثقف ومتواضع، وهذا يجعله يسير على درب الوحدة مع الطوائف الأخرى، الأمر الذى لا يرضى عنه الإخوة الأعداء، لأن فى اتحادنا قوة وهم يريدوننا ضعفاء، ربما كان الأنبا روميو حلقة وسيطة بين حماة العداء والأنبا بيش، وتخلص بعدها من الأنبا بيش، لأنه رجلٌ ليس ليناً بالنسبة لهم كالأنبا روميو. هذا ما تصورته بخيالى، تصوراً ربما يبتعد عن الواقع، وربما يقترب منه.

 

ولست أدرى إن كان مقصوداً قول زينون عن مقولة "لا توجد خطيئة بلا مغفرة إلا التى بلا توبة" إنها من الإنجيل لإثبات أنهم لا يعرفون الإنجيل، فيتصورون أن كلام بستان الرهبان هو كلام الإنجيل، أم أن هناك مقصد آخر وراء ذلك؟؟؟

إرسال تعليق

0 تعليقات