علي الأصولي
من القائلين بنظرية
ولاية الفقيه وما يترتب عليها من بناء ومخرجات ومآلات هو المرجع المعاصر محمد موسى
اليعقوبي كما في رسالته العمليًة [سبل السلام] بيد أنه يشترط في تنجيًز إعمال هذه
الولاية ضرورة البيعة. وقد ذكر في كلام له إذ قال [لا نرى مجالا (الآن) لتطبيق
نظام ولاية الفقيه في العراق لأنه مشروط بإرادة (الأمة) وعرضها النصرة على الفقيه
الجامع للشرائط ولا يوجد مثلها الآن لعدة أمور] انتهى" وقد ذكر عدة أمور
ومبررات لعدم تفعيًل نظرية ولاية الفقيه في العراق.
وعليه فإن أصل
النظرية عند المرجع تامة إثباتا بل حتى لو تمت ثبوتا لولا الموانع وأهمها البيعة.
ويقصد في خطاباته بيعة الأمة للفقيه الجامع للشرائط. ولحد الآن الأمور يمكن قبولها
بلحاظ كون ما يتبناه بالمحصلة رأي فقهي توصل إليه بعد بحث وتنقيب.
إلا أن الكلام يقع في
تعريف معنى الأمة عند الشيخ المرجع فهو يرى بأن الأمة المقصود منها هي الطبقة
الواعية من الأمة فلاحظ كيف تم محاصرة معنى مفهوم الأمة وتضييق مصداقها من
كونها الأمة بمعناها العام إلى كونها النخبة من الأمة بمعناها الخاص. ولحد الآن
يمكن تمشية الموضوع وحصر الحل والعقد ومصير الأمة برأي النخبة. ولكن ذهب الشيخ
محمد موسى اليعقوبي بها عريًضة عندما ضيًق من مفهوم نخبة الأمة بكوادرها العلميًة
والسياسيًة والاقتصاديًة والاجتماعيًة والثقافيًة والفنيًة والعسكريًة. إلى كونها
أمة من طلاب الحوزة العلميًة من طبقة الفضلاء. بالتالي عندما تجد فقيها يرجع الناس
إلى الشيًاع بين صفوف أهل العلم لغرض إستكشاف الأعلم فهو يقصد ضمنا طلبته وخاصته
وبلاط مكتبه ومن كانت معيشته ببركات مساعداته وراتبه والأفق ببايك......
قناعة أصحاب المرجع
بولايته ..
أن دعوى شرط البيعة
لتفعيًل الولاية على الأمة [ومصيرها] مرهون بقناعة الأمة. ومعنى قناعة الأمة قناعة
أهل الحل والعقد منها. وبعيدا عن هذه الشعارات التعويمية معنى الأمة قناعة فضلاء
وأساتذة الحوزة وبتعبير أكثر دقة وواقعية قناعة أصحاب نفس المرجع وطلبته ومن ارتبط
به.
ولذا نص صاحب الدعوى
في [سبل السلام ص٣٣] "لا يفرض الفقيه ولايته على الأمة بالإكراه وإنما يشترط تحقق إرادتها
واقتناعها بولايته نعم لا نقصد بالأمة كل الأمة ولا يتم اختيار الفقيه بالانتخابات
العامة لكل الناس وإنما نقصد بالأمة أهل الخبرة والاختصاص منها في هذا المجال وهم
فضلاء وأساتذة الحوزة العلمية الشريفة" انتهى"
ولعمري" لا اعرف
كيف فات المرجع اليعقوبي هذا الشرط المستحيل واتفاق أهل الخبرة أو فضلاء وأساتذة
الحوزة على وأحد وهو يعلم أن هذه الطبقة لم تتفق حتى على اجتهاد أستاذه فضلا عن
أعلميته بل لم تتفق حتى على اجتهاده. إلا اللهم إذا كان يقصد بالفضلاء وأساتذة
الحوزة هم أصحاب المرجع ومتعلقيه وصقور مرجعيته وحمائم مريديه وهذا ما أرجحه جدا
والعرف ببابك ولا من مزيد ..
0 تعليقات