محمود جابر
الهكسوس عبارة عن مجموعات متعددة من القبائل المنتشرة فى الشرق العربي أو شبه الجزيرة العربية والشام. وهم شعوب بدوية . لم يتفق خبراء التاريخ على أصلهم. ولكن الراجح أنهم أصحاب أصول آسيوية متعددة، ومنهم من كان سامي الأصل، بحيث كانت أسماء ملوكهم سامية عمورية مثل صقير حار وخيان وابوفيس وخامودي وأصنام ومعبودات الهكسوس سامية مثل بعل وعناة، وانتقلوا من صحراء النقب إلى شبه جزيرة سيناء ثم إلى مصر.
أولا وقبل أى حديث لا يوجد مصدر تاريخي يقول بان الهكسوس دخلوا مصر كغزاة بجيش، بل على العكس تمام فقد جاء الهكسوس الى مصر عن طريق اللجوء السياسي واللجوء الانسانى – طلبا للطعام أو للاستثمار – ثم ما لبثوا ان اتخذوا أماكن إقامة خاصة لأنفسهم – جيتو / كمبوند/ مستعمره – ثم ما لبسوا يستدعون أقاربهم وأهلهم، الهكسوس من خلال الجوارى التى كانوا يأتون بهم من آسيا ويتاجرون فى الرقيق استطاعوا ان يجندوا لهم الكثير من المصرين، وكانوا يستغلون اضطراب الأوضاع ووجود ثورات من اجل التغلغل فى المدن المصرية وشىء فشىء زادت نفوذهم فى مصر، كان قارون أشبه بالشربتلى أو ترك ال الشيخ ( شوال الرز)، وكان عملائهم من المصريين مثل (القرضاوى/ محمد حسان) او فى شكل جماعات من رجال الأعمال أو الجمعيات السلفية، كل همهم هو العمل على إفساد الذوق العام والولاء للوطن عبر الهدايا وشراء الذمم، ومن خلال إظهار وجه آخر غير ما يبطنون استطاع الهكسوس الإمساك بالقرار السياسي وقبل الاقتصادي، واصبحو يمثلون شكوة فى ظهر المجتمع المصرى فى ظهر الدولة المصرية استطاعوا تكوين دولة داخل الدولة، حتى ان الدولة المصرية انكمشت لعدة عقود فى مواجهتهم، وعجز كل من سقنن رع وآسرته، والعديد من المثقفين ورجال الدولة من طرد هؤلاء من مصر حتى جاء أحمس واستطاع طردهم من مصر..
لكن رغم أن أحمس/ جمال استطاع طردهم من مصر، بيد ان آمال وأحلام الهكسوس لم ينقطع للعودة الى مصر، سواء بشكل فردى أو من خلال تحالف البدو العرب والصهاينة للعودة الى مصر مرة أخرى حتى لو استغرق هذا الحلم الآلاف السنين .
وسواء كان حلم العودة متمثل فى جماعات الإخوان او السلفيين، أو المستثمرين العرب أو أولاد عمومتهم الصهاينة، وسواء كانت فاقوس هى مدينة الحلم او نيوم او طابا أو عبر امتلاك أندية كرة القدم، المهم ان حلم العودة كان وما يزال حلما هكسوسيا يحتاج الى إستراتيجية وتكتيات متعددة.
0 تعليقات