علي الأصولي
يمكن رد الدعوى
العريضة [نقضا] التي تبناها فرقد القزويني بعدت ردود منها. أن أهل البيت(ع) لو
فرضنا بأن حساباتهم التقويمية الهجرية ثابتة. كما هي دعوى المعاصرة وليكن مثلا شهر
رمضان في تشرين. إلا أن النص الصادر من المعصوم على خلاف هذه الدعوى رأسا على عقب.
فقد روى الصدوق في [الفقيه
ج١ ص٢٢٣وص٢٢٤] ما يلي: محمد بن الحسين بإسناده عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد
الله (ع). أنه قال: تزول الشمس في النصف من حزيران على نصف قدم. وفي النصف من تموز
على قدم ونصف. وفي النصف من آب على قدمين ونصف.
وفي النصف من أيلول
على ثلاثة أقدام ونصف. وعلى النصف من تشرين الأول على خمسة أقدام ونصف. وفي النصف
من تشرين الآخر على سبعة أقدام ونصف. وفي النصف من كانون الأوّل على تسعة ونصف. وفي
النصف من كانون الآخر على سبعة ونصف. وفي النصف من شباط على خمسة ونصف. وفي النصف من
آذار على ثلاثة ونصف. وفي النصف من نيسان على قدمين ونصف. وفي النصف من أيار على
قدم ونصف وعلى النصف من حزيران نصف قدم. انتهى"
وقد علق جملة من
الفقهاء على الرواية بكونها تقريبية وهي خاصة بالمدينة ولا يمكن تعميمها على المدن
الأخرى لاختلاف الخطوط. وما يهمنا في المقام هو أن المعصوم أستشهد بالأشهر (الروميّة)
كما في النص. كما أستشهد الإمام الرضا (ع) كما في [الكافي ج٦ ص٢٤٧] للكليني. عن
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد. عن معمر بن خلاد.
عن ابي الحسن الرضا (ع)
قال: كانت نخلة مريم (ع) العجوة ونزلت في (كانون) .. الخ .. بالتالي: لو صح ما
ذكره القزويني من دعوى ثبات الأشهر الهجرية. لما استعان الإمام الصادق (ع) ولا
الإمام الرضا (ع) بالأشهر الروميّة من أصل. بل يمكن للمعصوم الاكتفاء بذكر شهر
رمضان بدل من تشرين مثلا كما في رواية [ما لا يحضره الفقيه] أو أي شهر من الأشهر
الهجرية القمرية بدل الأشهر الروميّة آنذاك فليلاحظ ..
ليلة القدر وعدم ثبات
التقويم الهجري ..
روى الكليني في
الكافي [ج4 ص157] عن أحمد بن محمد. عن الحسين بن سعيد. عن فضالة بن أيوب. عن
العلاء بن رزين. عن محمد بن مسلم. عن أحدهما (ع) قال : سألته عن علامة ليلة القدر
فقال : علامتها أن تطيب ريحها وإن كانت في برد دفئت وإن كانت في حر بردت.
وما رواه علي بن
الحسن بن فضال في كتاب الصوم [كما في إقبال الأعمال لابن طاووس ج1] فقال بإسناده
إلى عبد الأعلى قال : قلت لأبي عبد الله (ع) إنهم يقولون إنها لا ينبح فيها كلب (أي
في ليلة القدر) فبأي شئ تعرف ؟ قال : إن كانت في حر كانت باردة طيبة ، وإن كانت في
شتاء كانت دفيئة لينة.
وكذلك في نفس المصدر
ما رواه علي بن الحسن بن فضال في كتابه. بإسناده إلى حماد بن عثمان. عن أبي عبد
الله(ع) قال : ذكر ليلة القدر ، قال : في الشتاء تكون دفيئة. وفي الصيف تكون ريحه
طيبة. انتهى".
أقول: وهنا لنا أن
نسأل القزويني ومن تبعه أصل دعواكم هو ثبات الأشهر الهجرية. ولكن النصوص ترى
التحرك بدلالة ليلة القدر تارة تكون شتوية وتارة أخرى تكون صيفية. وتارة معتدلة
بحسب الفصول فليلاحظ ..
رمضان المعصوم
ورمضان قزوين ..
هب أننا سلمنا بثبات
الأشهر الهجرية والتزمنا بثبوت شهر رمضان التشريني. إلا أن هذا الالتزام فيه لوازم
باطلة. ومن هذه اللوازم هو أما أن نقول بأن المعصوم لم يلتفت لرمضان تشرين. أو أنه
ملتفت وعلى مدى أربعة قرون ولكنه فضل عدم الإفصاح لأسباب سياسية سلطانية.
والفرض الأول لا يلتزم به حتى نفس القزويني. ومن هنا تعين الفرض الثاني وهو سكوت المعصوم المكلف بالأصل لحفظ شريعة سيدالمرسلين بمقتضى تكليف الإمامة. وبالتالي انحرف الناس عن مواقيتهم الشرعية على مسمع ومرأى المعصوم وبالنتيجة هو شريك بالانحراف الذي تسبب به السكوت والصمت. وهذا معنى تأخير البيان عن وقت الحاجة الذي وصف بالقبح. فليلاحظ
0 تعليقات