علي الأصولي
ولاية الفقيه التي
تبناها المرجع المعاصر الشيخ محمد موسى اليعقوبي هي أقل سعة من النظرية التي
تبناها السيد الخميًني في بحثه [ كتاب البيع ٦٢٥/٢ في بحث الحكومة الإسلاميًة] فلم
يذهب لهذه السعة والمستوى من التفويض للفقهاء.
وعلى حد تعبير المرجع
"هذه السعة في ولاية الأمور حتى على النفوس فيها مجازفة لأن عمل الحكومة مبني
على المصالح المظنونة لعدم العلم بالملاكات الواقعيًة. ولم يثبت أن المصالح
المظنونة التي يتوصل إليها غير المعصوم مبرًرً كاف للتصرف في النفوس أو الأعراض أو
الأموال .. الخ .. انتهى" بالتالي الشيخ يتبنى قريب ما تبناه أستاذه السًيد
الشهيد الصًدر الثاني باختلافات طفيفة. ومن هذه الاختلافات هي فكرة "البيعة"
التي ادرجها الشيخ المرجع من ضمن الجهة الأولى من الشروط. والتي بعضها ترجع للفقيه
نفسه وضرورة تلبسه بها. وبعضها ترجع لخطورة وظيفة الولي وقد عنونها بالشروط
الزائدة عن شروط مرجع التقليد. وفكرة "البيعة" من الشروط الزائدة فقد
ذكر في رسالته العمليًة [سبل السلام /٣٣ مسألة ٣٢] ما يلي: لا يفرض الفقيه ولايته
على الأمة بالإكراه أو الإدعاء
كما ينقل عن البعض أن الفقيه
إذا بسط ولايته على الأمة بالإكراه وجبت طاعته ... إلى أن قال .. ونقصد بالأمة أهل
الخبرة والاختصاص منها في هذا المجال وهم العلماء وكبار أساتذة الحوزة العلميّة
الشريفة المتصفون بالورع والنزاهة والإنصاف والمعرفة بمتطلبات العمل الاجتماعي
وتطبيق المشروع الإسلامي المبارك" انتهى"
أقول: قوله لعل أفضل
ما ذكره الشيخ المرجع هو رفضه فكره "أن الفقيه إذا بسط ولايته وجبت طاعته"
وهي فكرة بحسب حدود اطلاعي منشأها وجذورها زيدية أو قريب منها.
وأما ما ذيل به
المسألة فقد أوضحه في [فقه الخلاف ج٩ ص٣٣٤] إذ قال: فتوضع آلية لتشيكل هيئة أو
مجلس لأهل الخبرة بالمواصفات المذكورة. وإذا شهد هؤلاء لفقيه بالأعلمية والخبرة
والكفاءة لولاية أمور الأمة وكان لهم حضور قوي في الحوزة العلميًة فمن الطبيعيً أن
تكون القاعدة الشعبية المؤمنة بقيادة هذا الفقيه واسعة بالدرجة التي تمكًنه من
قيادة مشروع الإسلام العظيم" أنتهى"
أقول: أن الشيخ
المرجع يعرف جيدا بأن هذا التنظيًر ليس له وجود وفرصة واقعية لا حاليا ولا
بالمستقبل المنظور بالتالي ومع أننا نحترم الآراء فضلا عن آراء الفقهاء ومنهم
الشيخ المرجع. لا يمكن إلا عدً هذه الفكرة والنظريًة في حيًز المستقبل البعيد ربما
تعود الأمور لنصابها ونشهد طبقة من العلماء وأهل الخبرة والاختصاص يتمتعون
بالإنصاف بعيدا عن مؤثرات اللوبيات الضاغطة في الواقع الحوزوي المعاصر ..
0 تعليقات