نصر القفاص
أتابع ما تعرضه فرقة "الردح
الإعلامية" مكتوبا أو مسموعا – غالبا هو تليفزيونيا – عملا بما علمنى إياه "أحمد
بهاء الدين" من أنه "لا مانع أن نهش الذباب" إذا طاردنا فى بيئة
غير نظيفة!!
تكشف مقاعد القراء
والمستمعين والمشاهدين الخالية, حجم البؤس والركاكة فيما يقدمه أولئك من "الرداحين
الجدد" وظنى أنهم يسيئون للذين مارسوا هذه الوظيفة "الوضيعة" فى
أزمان سحيقة.. فهم يتمتعون بسطحية مبالغ فيها, إضافة إلى بلاهة "منقطعة
النظير.. المؤسف أنهم يفاخرون بجهلهم, ويتنافسون فى استعراض "قلة أدبهم"
وكل منهم يبحث عن الفوز بجائزة "الشرشوح الأكبر" لأن مكافأتها خيالية!!
تأخرت فى قراءة كتاب "فودكا"
للصديق المبدع "أشرف عبد الشافى" فلم يدهشنى أسلوبه الرائع.. أدهشتنى
جرأته.. قل جسارته.. لأنه جعل القلم يقوم بدور "الميكروفون" فى فيلم "الكيت
كات" كما فعل "محمود عبد العزيز" فى مشهد لا يغيب عن الذاكرة.. أفزعنى
أن معظم الذين تناولهم بالأسماء, يحتلون صدارة المشهد الإعلامى.. بعضهم اختفى
قليلا لتجويد "الشرشحة" أو لقضاء فترة "تأديب" قد تطول أو
تقصر!!
ذهبت إلى قراءة "فودكا"
فى لحظة ذهول مما أتابعه.. طلبت منى "إيمان إمبابى" أن أتخلص من ذهولى
بقراءة الكتاب.. طار النوم من عينى.. تذكرت كتاب "بارونات الصحافة" الذى
دفع ثمنه فادحا أستاذنا "جميل عارف".. لرفضه رائحة "النفاق الرخيص"..
وقد رحل عن دنيانا قبل أن تتكون فرقة "الردح الإعلامية" لتقدم عروض "الشرشحة"
يوميا!!
فوجئت أن البرلمان
الأوروبى صدر عنه, ما يراه أعضاؤه تجاوزا ضد حقوق الإنسان فى مصر.. تم فتح نيران
المدفعية الكلامية, مع قصف من "طيران البيانات الرسمية" ضد هذا البرلمان
ومن يمثلهم.. كان ضروريا أن أسأل نفسى.. كيف نهاجم ونسب هذا البرلمان, الذى يمثل
دول الاتحاد الأوروبى الصديقة؟! لماذا "نشرشح" برلمان نفاخر بالعلاقات
الجيدة التى تربط القيادة السياسية فى مصر بزعمائه؟! وهل معنى هذا أننا على وشك
إعلان رفض ما تمنحنا إياه دول هذا الاتحاد من معونات وقروض؟! إضافة إلى عشرات
الأسئلة التى لا أعرف سبيلا للبحث عن إجابات لها!!
فوجئت أن "قمة مصرية
– تركية" إنعقدت على هامش مباريات كأس العالم فى حفل افتتاحه.. فوجئت بمصافحة
الرئيسين "أردوغان" و"السيسى" بمباركة حاكم قطر – تميم – فسألت
نفسى.. كيف يمكن أن نلتقى مع "أهل الشر" بمباركة "أهل الشر" دون
تفسير؟! قرأت وسمعت سذجا وبلهاء يقولون.. إنها السياسة حيث لا عداء دائم ولا صداقة
دائمة.. وهذا باطل يراد به باطل.. ربما لفهمى أن الحرب على الشر وأهله, مسألة مبدأ
وقيمة أخلاقية!! وإذا كنا قد حصلنا منهم على توبة بعدم ممارسة الشر, فلماذا لا
نكشف ذلك ونوضحه للذين صدقوا أننا كنا فى حرب ضدهم؟! يجوز أننا رأينا الذهاب إلى "معاهدة
سلام" معهم, وسبق أن فعلنا ذلك مع إسرائيل.. فما هى تفاصيل هذه المعاهدة؟! ولماذا
لم نعلن استعدادنا لأن نأخذ هذا الطريق العكسى فجأة؟! صحيح أننا خاصمنا "قطر"
وحاكمها الذى كنت – ومازلت – أرى من حوله بأنهم "غلمان بنى تميم" باعتبارهم
كانوا يمارسون التجسس على مصر.. وإشعال نار الإرهاب لتحصد أرواح المئات من خيرة
شباب مصر.. وصحيح أيضا أننى كنت – ومازلت – أرى الرئيس التركى "رجب طيب
بهلوان" باعتباره الراعى بكل فخر لجماعة "الإخوان الإرهابية" كما
يقول تاريخها.. لذلك تتقافز الأسئلة فى عقلى وأمام عينى.. لا أجد إجابة.. أتابع
فقط فرقة "الردح الإعلامية" التى كانت "تشرشح" قطر وتركيا, قد
راحت تشيد بالمصالحة.. بحرارة "الشرشحة" نفسها, يمارسون الإشادة بأعداء
الأمس.. كيف؟!
فوجئنا بحفاوة غير
عادية.. تغطية غير مسبوقة, لما يحدث فى "قطر" حيث تقدم نسخة ناجحة من
بطولات كأس العالم.. نعم نجحت "قطر" فى أن تخطف أنظار الدنيا.. تلك
حقيقة.. لكننى أسأل المحتفين عندنا بهذا النجاح.. هل لم يلفت نظركم ملاعب الكرة
العامرة بعشرات الآلاف من المشجعين, بينما ملاعبنا محرومة من هذا "الرجس"
منذ تسع سنوات تقريبا؟! ولن أطرح المزيد من الأسئلة, لأننى قد أنزلق إلى السخرية
من وزير الشباب والرياضة الذى خرج علينا ليقول أن مصر تدرس استضافة كأس العالم.. وكلنا
نعلم حكاية "الصفر" ونعلم أن مثل هذا الحدث لا يقدر عليه أمثالنا من
الذين يعانون أزمات اقتصادية خانقة!!
أتجنب طرح أسئلة حول
حكاية "عامل النظافة" ومسلسله.. لا داعى لطرح أسئلة حول "فتوى"
ربط "الجنيه" بما يسمى "البركة" لتحدى "الدولار" الذى
لا نكف عن البحث عنه.. لا أحب الخوض فى سيرة فنانة جعلوها متهمة!! أتجاوز عن
محاولة فهم ما ذكره وزير المالية, حول اكتشافه أن الصناعة والزراعة هما سبيل "التنمية
المستدامة" رغم أن هذه حقيقة ثابتة من مئات السنين!! وحتى أنجو بنفسى.. لا
داعى للحديث عن زلزال الأسعار, بتوابعه التى لا تتوقف!!
ولكى أكون مواطنا
صالحا لن أسأل عن قضية مياه النيل و"سد الخراب" الذى جعلوا اسمه "سد
النهضة" حتى يتم إعلان نقطة النهاية فى حكاية "إتفاق قانونى ملزم" التى
اعتقد البعض أنها أغنية من أغانى المهرجانات!!
هنا أتوقف عن "الكلام
المباح" وأعلن أن "أشرف عبد الشافي" هو المسئول عما ارتكبت من آثام
هذه الليلة, لأنه تركنى أتجرع "فودكا" حتى الثمالة.. ولا أنصحكم بأن
تبحثوا عن الكتاب وتقرأوه, حتى لا تتعرضوا لما يمكن أن يصيبنى!! وكلى أمل ورجاء أن
تصرف فرقة "الردح الإعلامية" النظر عما كتبت.. وعن "فودكا".. وسامحونى
إن كنت قد أبلغت فى "المؤلف الجسور" على طريقة "محمود عبد العزيز"
فى فيلم "الكيت كات".. مع كل التقدير للمؤلف "إبراهيم أصلان" والمخرج
"داوود عبد السيد" وباقى أبطال هذا العمل مكتوبا وسينمائيا.. وإذا لزم
الأمر, يسعدنى أن تجمعنى صحبتهم فى "سويسرا" الشرق للتأديب والتهذيب
والاصلاح!!
0 تعليقات