عز الدين البغدادي
كان موقف الإسلام
واضحا من تعليم المرأة، فقد قال النبي (ص): طلب العلم فريضة على كل مؤمن ومؤمنة. فقد
أثنى على نساء الأنصار بسبب رغبتهن في اكتساب المعرفة الدينية فقال: نِعمَ النساءُ
نساءُ الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين".
وكان للنساء دور في
التعليم والمعرفة، حتى أن
فاطمة الفهري التي توفيت سنة 266
هـ قامت بتأسيس جامعة القرويين
المعروفة في المغرب.
إلا أن العقل
المتديّن المحافظ والعقل الفقهي يتحسس من كل شيء يتعلق بالمرأة، لذا نظر بعض
الفقهاء الى تعليم المرأة على أنه يمكن أن يمثل خطرا على سلطة الرجل أباكان أو أخا
أو زوجا. وفي العهد العثماني كتب فقيه بغدادي معروف وهو الشيخ نعمان بن
أبي الثناء الألوسي وضع مؤلفاً في عام 1897 بعنوان: "الإصابة في منع النساء
من الكتابة"، ومما جاء في بعض صفحاته: فأما تعليم النساء القراءة والكتابة
فأعوذ بالله منه، إذ لا أرى شيئاً أضر منه بهن. فإنهن لما كن مجبولات على الغدر،
كان حصولهن على الملكة من أعظم وسائل الشر والفساد. وأما الكتابة
فأول ما تقدر المرأة على تأليف كلام بها، فإنه يكون رسالة إلى زيد، ورقعة إلى
عمرو، وبيتاً من الشعر إلى عزب، وشيئاً آخر إلى رجل آخر. فمثل النساء والكتب
والكتابة كمثل شرّير سفيه تهدي إليه سيفاً، أو سكير تعطيه زجاجة خمر. فاللبيب من
الرجال هو من ترك زوجته في حالة من الجهل والعمى، فهو أصلح لهن وأنفع"!
ولم يكن الأمر مختلفا
عنه عند فقهاء الشيعة، فقد كان تعليم المرأة يعد جريمة كبرى وكارثة لا يمكن أن
تؤول إلا إلى تدمير المجتمع وانهياره. إلا أن هذا الموقف انتهى ولم يبق من يدافع
عنه أو يتناه حتى ظهرت طالبان التي مثلت انتكاسة كارثية وحالة رجعية تجاوزها العقل
الفقهي، فأعلنت منع النساء من الدراسة الجامعية. وهو أمر غير مبرر ولا مقبول،
ويمثل ردا على من طبلوا بعودة طالبان بنسختها الجديدة… والله المستعان
0 تعليقات