بقلم النائب عاطف
المغاورى
فى الوقت الذى يواجه
فيه الشعب الفلسطيني موجات العنف والقتل والتدمير والحصار والحرق والاستيلاء على مزيد من الاراضى والاقتحامات ، وإصدار
التشريعات التى تتضمن الترجمة الفاجرة لسياسات الابارتهيد من أحكام الإعدام وإسقاط الهوية، حتى وصلت
مؤخرا الى حد إنكار وجود الشعب الفلسطيني بل وصل الأمر الى تبنى خرائط تعبر عن الرغبة
التوسعية لذلك الكيان الذى نال اعتراف العالم الظالم دون ان يقدم خريطة لحدود يمكن ان يحتكم إليها
القانون الدولى أسوة بباقي دول العالم
ولكنها العنصرية الصهيونية التى بدأت مشروعها الاقتلاعى الاستعماري فى نهاية القرن
التاسع عشر، وإقامت كيانها العدوانى على حساب الشعب الفلسطينى وبدعم من القوى الاستعمارية المهيمنة على
مقاليد العالم والتى مازالت توفر له الحماية وكل اشكال الدعم ،ومزيد من المعاناة
واللجؤ والشتات للشعب الفلسطينى ، وكل ذلك على ايدى قادة العصابات الصهيونية
المسماة بأحزاب، والذين أصبح من تتلمذوا وتربوا وتشربوا سموم وأحقاد الصهيونية
البغيضة هم قادة اليوم،وعلى الجانب الاخر لم يستسلم الشعب الفلسطينى فأسقط وللأبد
المقولة الضالة المضللة (شعب بلا ارض لأرض بلا شعب) ويقدم المزيد من التضحيات على
مذبح الحرية والانعتاق من الاحتلال من اجل إقامة دولته المستقلة وفى ظل استمرار
اختلال القوى سواء على المستوى القومى او الاقليمى او الدولى،ولكن خزان العطاء
والتضحيات الفلسطينى لاينضب بل متجدد.
وفى هذا الواقع تحل علينا
الذكرى(47) ليوم الأرض الفلسطيني، والتى تخلد أول مواجهة بين فلسطينيو (48)كما
يطلق عليهم ضمن التقسيمات الجائرة للشعب الفلسطيني والاحتلال الصهيوني منذ
النكبة،وفيها أعاد اهالى الداخل التحامهم بباقى ابناء شعبهم،والتى وقعت فى نهاية
شهر مارس/اذار(1976)،والتى تعود أحداثه حينما صادرت سلطات الاحتلال مساحات شاسعة
من اراضى السكان العرب تحت الاحتلال.
ويتم أحياء هذا اليوم
كل عام من خلال العديد من الفعاليات التى يطلقها الفلسطينيون،كما اكتسب هذا اليوم
أهميته لدى الشعب الفلسطينى كونه اول صدام يحدث بين الجماهير الفلسطينية داخل
الكيان الصهيونى وسلطاته العنصرية،وتعود الأحداث الى عام(1975)حينما أعلنت حكومة
الاحتلال خطة لتهويد منطقة الجليل،وبناء تجمعات سكنية يهودية على أرض تعود
لفلسطينيون يمثلون أغلبية فى المنطقة،وجاءت الخطة ضمن مشروع أطلقت عليه سلطات
الاحتلال(تطوير الجليل).
وصادقت حكومة
الاحتلال فى 29 فبراير/شباط1976على قرار لمصادرة( 21) الف دونم من اراضى تعود ملكيتها
لفلسطينين فى بلدات(سخنين،وعرابة،ودير
حنا،وعرب السواعد)وخصصت سلطات الاحتلال تلك المساحات لبناء المزيد من
المستوطنات،وأستباق لأى مواجهة فلسطينية أعلنت السلطات الصهيونية حظر التجوال فى
القرى التى شهدت مصادرة للأراضي من الساعة(5) مساء يوم29مارس/آذار من ذلك
العام،واعتبرت اى تظاهرة ستخرج احتجاجا على المصادرة غير قانونية،كما هددت سلطات
الاحتلال بأطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينين، ولمنع تنفيذ الإضراب ،وفى إطار
مواجهة هذا القرار اجتمعت لجنة الدفاع عن الاراضى، والتى انبثقت عن لجان محلية
فلسطينية،واقرت اعلان الإضراب الشامل فى اليوم التالى الذى وافق(30)مارس/اذارولمدة
يوم واحدفقط.
وبدأت شرارة
المظاهرات الاحتجاجيةفى (29)مارس/اذار من ذلك العام بانطلاق مسيرة شعبية من بلدة(دير حنا)تعرضت للقمع الشديد
من الشرطة ،وتلتها اخرى فى (بلدة عرابة)، وكان القمع أقوى حيث سقط خلالها شهيد
وعشرات الجرحى.
وادى انتشار خبر مقتل
المتظاهر الى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج فى كافة المناطق العربية فى اليوم
التالى، وتركزت المواجهات فى منطقتي(الجليل)، و(المثلث)لاسيما قرى وبلدات(عرابة، ودير حنا،وسخنين)،وكذلك صحراء النقب جنوبا،وافضت هذة المواجهات ال
استشهاد(6) فلسطينيين، وإصابة العشرات جراء قسوة سلطات الاحتلال،ورفضت تشكيل لجنة
للتحقيق فى ظروف سقوط هذا العدد من الضحايا من الفلسطينين على الرغم انهم يحملون هوية الاحتلال،ومع استمرار
السياسات الصهيونية فى مصادرة الاراضى وسرقتها، فأن الفلسطينين يعتبرون معركة الأرض مستمرة ومنذا اكثر من قرن من الزمان وحتى
الان،،،وان كل يوم من أيام الشعب الفلسطينى هويوم الارض بفعل الإجراءات الصهيونية
وتضحيات الشعب الفلسطينى، ورواية أصحاب الحق أصحاب الأرض، والرواية الصهيونية
المزيفة...ولكنها الحتمية التاريخية فالاحتلال الى زوال والمجد والخلود لارواح
الشهداء،والحرية للاسرى،، والشفاء للجرحى،، والرحمة على الجثامين المحتجزة لدى
سلطات الاحتلال.
0 تعليقات