آخر الأخبار

مما لم أنشره من قبل -2-

 





علي الحفناوى

 

 

كما سبق لى وأوضحت، ستشمل الطبعة القادمة لمذكرات د. مصطفى الحفناوى الجاري إعدادها للنشر، أجزاء لم أنشرها فى الطبعة الأولى لابتعادها عن موضوع الكتاب الخاص بخلفيات تأميم قناة السويس. وحيث أنى قررت ضمها للطبعة الجديدة، أنشر جزء آخر منها...

 

عندما اضطر الدكتور مصطفى الحفناوى للتواجد فى مهمة "غير رسمية" بنهاية عام 1965 فى الولايات المتحدة الأمريكية، وقت أن كانت العلاقات منقطعة مع مصر وتوقفت المعونة الأمريكية عن توريد القمح لنا، تم تدبير بعض اللقاءات غير الرسمية على المستوى السياسى مع رجال الكونجرس والبرلمان ورجال السلك السياسى والصحافة، فوجد نفسه محاصرا بأسئلة عديدة، يتذكر بعضها قائلا:

 

 عن الموضوعات السياسية، وكما سبق أن ذكرت، كنت حريصا في كل هذه المقابلات على إبراز حقيقة أنى ذهبت تلبية لدعوة خاصة ولا أحمل صفة رسمية. وقال لى رجال وزارة الخارجية الأمريكية أن الاتصال المباشر على مستوى غير رسمي كفيل بأن يحل المشكلات المعقدة، ولو تكررت هذه الزيارات من الجانبين، فلا شك أننا نستطيع أن نضيق هذه الخلافات التي تحدث بين بلدينا.

 

وأضاف متحدث منهم أنهم يعرفون عنى الشيء الكثير، ويعرفون عملى الطويل قبل تأميم قناة السويس وبعد التأميم، ويعرفون نشاطى في المؤتمرات الدولية، ويعتقدون أننى من الوطنيين الذين لا يمكن أن يقال عنهم أنهم يعملون إلا لأمتهم، ولذلك فإنهم يجدون في حضورى فرصة ثمينة، حيث أستطيع أن أنقل بصراحة أفكارهم إلى حكومة بلادى، وكنت أسمع وأتحفظ في الإجابة، فيما عدا المسائل التي كان لا بد من تصحيح أفكارهم عنها.

 

ومن أهم النقاط التي وردت على ألسن هؤلاء، في وزارة الخارجية وفى مكاتب البرلمان وعلى لسان الصحفيين:

 

كلهم كانوا يذكرون ما قاله الرئيس في خطابه في ديسمبر 1964 ويرددون كلمة "اشربوا مياه البحر"، وكانوا يذكرون ذلك على سبيل العتاب.

 

كنت أقول أن اللوم يجب أن يوجه إلى سفيركم في القاهرة الذى خرج على أصول اللياقة الدبلوماسية حينما زار وزير التموين، وعليكم أنتم أن تفهموا منطق بلادنا وقادتنا، فنحن لا نقبل المساومات السياسية ولا نقبل جرح عواطفنا، ولا نقبل معونة مشفوعة بالمن علينا. ولو فهمتم أخلاقنا وطريقتنا لأرحتم أنفسكم وأرحتمونا، وعليكم أن تفهموا أن جمال عبد الناصر كسب لبلاده استقلالاً سياسياً جاهدت من أجله ثمانين عام، وأن الجمهورية العربية المتحدة تعض على هذا الاستقلال بالنواجذ، ولا تقبل شبهة التدخل في شئونها مهما كانت التضحيات التي تتعرض لها ومهما كانت مواقف الدول الأجنبية مننا.


مما لم أنشره من قبل


وأحاديث وتقارير أخرى سترد فى الكتاب قريبا.

إرسال تعليق

0 تعليقات